التقارير الإعلامية الواردة عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، في ظل معركة طوفان الأقصى وتداعياتها، تؤكد ان هذه الممارسات رغم قسوتها وبشاعتها، فإنها لا تدل على انها تصدر عن دولة راسخة واثقة من مستقبلها، لكنها ممارسات تدل في جوهرها على انها صادرة عن كيان مرتجف خائف متحسب من ان تأتيه الضربة من اي جهة، وفي أي لحظة، وهو كيان يحس باحساس اللص المطارد الذي يخاف من القاء القبض عليه في اي لحظة ليقدم للعدالة.
اول الممارسات التي تدل على مدى خوف الكيان الاسرائيلي المحتل هو توزيعه السلاح على افرادة، حيث ترى الكثيرين منهم عبر التقارير الاعلامية، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي رجالا ونساء يتجولون في الشوارع، ويذهبون إلى أماكن عملهم، وهم يحملون السلاح، في ممارسة يومية تجسد حالة الخوف والقلق والرعب التي تسيطر على افراد كيان الاحتلال، واحساسهم بالخطر المحدق بهم، جراء مااقترفته ايديهم من جهة، ولقناعتهم بأن جيشهم ليس قادرا على حمايتهم، بدليل ماجرى في السابع من اكتوبر الماضي، وبدليل رشقات صواريخ المقاومة التي أصابت المدن المحتلة كلها، والحقت بالمحتلين خسائر بشرية ومادية مؤلمة، لذلك صار كل فرد من أفراد كيان الاحتلال مشغولا بحماية نفسه، قلقا على حياته.
تزامنا مع قلق الاسرائليين على حياتهم، فانهم يحرضرون على قتل كل عربي، و يؤيدون حرب الابادة الجماعية التي يمارسها المرتزقة في جيشهم بحق أبناء قطاع غزة، لأن هؤلاء المحتليين يؤمنون ان كل عربي وفي مقدمتهم كل فلسطيني هو مصدر خطر على كيانهم، تماما كقناعة كل مجرم بان كل شرطي يمكنه القبض عليه وتقديمه للعدالة. ولكن هل يعتقد أفراد كيان الاحتلال ان بامكانهم القضاء على مئات ملاين العرب، ومن خلفهم اكثر من ملياري مسلم يؤمنون ان أرضهم في فلسطين محتلة ويجب تحريرها، لانها وقف اسلامي، فيها اول قبلتيهم وثالث مساجدهم التي تشد إليها الرحال؟ .
وفي التقارير أيضا ان كيان الاحتلال الذي يصنفه داعموه الغربيين بأنه واحة الديمقراطية في المنطقة، هذا الكيان هو الأكثر كرها للصحفيين وقتلا لهم، فخلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قتل هذا الكيان مئات الصحفيين الفلسطينيين، وهي ممارسة تدل اولا على عدم ثقة كيان الاحتلال بنفسه، وانه بات اكثر خشية من ان تنفضح حقيقته اكثر أمام شعوب العالم ككيان قائم على الاغتصاب والسرقة والقتل التي وصلت إلى حد الابادة الجماعية، لذلك يتعمد قتل كل من يمكنه كشف الحقيقة، لذلك كان في مقدمة قتلاه الصحفيين.
ومن الممارسات الإسرائيلية ذات الدلالات الكبرى، انه في إطار سعيه لتهويد كل شئ، فان كيان الاحتلال يشن حربا لا هوادة فيها على اللغة العربية، لأنه يعلم علم اليقين ان اللغة العربية هي لغة هوية وحضارة وثقافة يخشاها على مستقبله،ذلك ان اللغة العربية فوق انها لغة القرآن الذي يذكر المسلمين بقبلتهم الاولى وبثالث مساجدهم التي تشد إليها الرحال، فانها لغة ثقافة اباء يرفض الضيم والذل والهوان ، مليئة بالحماسة، وانتشارها يعني انتشار القيم التي تحملها، وهو مايرفضه المحتل وداعميه الغربيين، لذلك يشنون حربا عليها حتى في البلاد العربية، تحت عنوان تحديث التعليم.
خلاصة القول في هذه القضية هي:انه بالرغم مما يبدو في ممارسات العدو الاسرائيلي من قوة وبطش، لكنها في جوهرها ليست أكثر من ردة فعل المذعور الخائف.