تبقى الاوضاع الاقتصادية هي معيار التفاؤل والتشاؤم وهي معيار الثقة في المستقبل وهي معيار عدم اليقين.
لكن في الجانب الاخر تظل الضبابية في التطورات السياسية والحرب الاجرامية التي ينفذها الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة
وعموم فلسطين المحتلة عنصر اساسي مؤثر وفاعل في حالة التشاؤم.
بمعزل عن ما سبق يقال إن التشاؤم يحقق نفسه والعكس صحيح.
ومن هنا يمكن تفسير إصرار رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة على بث روح التفاؤل بينما يتوقع الرأي العام منه أن يكون سوداوياً ويسرد السلبيات ويتجاهل الايجابيات.
يستطيع ايا كان ان يسرد قائمة طويلة من السلبيات كما يشاء ويستطيع اخرون سرد قائمة طويلة ايضا من الايجابيات لكن المعيار هي النتائج.
يرتكز الرئيس في تفاؤله على مؤشرات اقتصادية ايجابية كثيرة وعلى انجازات يفترض انها تتحدث عن نفسها.
الرئيس لا يريد إشباع رغبة الرأي العام والنقاد بالسوداوية كما يقول فهو يريد بث روح التفاؤل ليس لأن تصريحاته تصدر عن مسؤول ولها تأثير، بل لانها ستكون مسؤولة عن تشكيل مزاج الرأي العام وتوجهات الاسواق والاستثمار.
الحديث بواقعية عن الاوضاع الاقتصادية شيء وبث السلبيات وهي كثيرة شيء آخر، والناس ملت تكرار الحديث عن الخطط على الورق وتنتظر العمل والحديث فقط عندما يكون هناك ما يستحق الحديث عنه من برامج واقعية ونتائج ملموسة.
ليس فقط الشباب الاردني فيميل معظم الشباب العربي إلى الهجرة.. بحثا عن حياة افضل بالطبع لكن ثمة دوافع اكثر وهي غياب العدالة والمحسوبية والواسطة والفساد.
هذه بلا شك دوافع كانت رصدتها استطلاعات راي كثيرة ومتعددة على امتداد العالم العربي وفيها عبر الشباب العربي عن قلقهم البالغ بشأن ارتفاع تكاليف المعيشة، والبطالة وجودة التعليم.
لكن بالمقابل هناك من اعربوا عن تفاؤلهم بالمستقبل، رغم أن اقتصادات الشرق الأوسط العام الماضي، مُنيت بخسائر قُدِّرت بنحو 227 مليون دولار أميركي في جائحة «كوفيد-19»، فقط.
اولويات الشباب في الاردن لا تختلف عن اولويات الشباب العربي لزيادة فرص العمل، ومكافحة الفساد والمحسوبيات، وإصلاح نظم التعليم
يرجع نصف أسباب الأداء السلبي للاقتصاد الى النظرة التشاؤمية, وهي ما تشيعها الأخبار السلبية والحديث المتكرر عن الأزمات وعن الأوضاع السيئة.
الانطباع السائد في الأوساط الاقتصادية هو عدم التيقن الذي يتغذى على مؤشرات سلبية فيما يتم إغفال المؤشرات الايجابية.
التحديات الماثلة ليست بسيطة لكنها ليست فريدة رغم ما نفتقر إليه من الثروات مثل النفط والصناعات العملاقة والاستثمارات الهائلة, في مواجهة البطالة المقلقة والعجز المتفاقم والعجز في الميزان التجاري بسبب النفط والمديونية.
اذا غاب الرئيس عن الرأي العام يقال أين الرئيس؟ وإن خرج على الرأي العام يقال إنه قال كثيرا لكنه لم يقل شيئا، لكن التواصل بين رئيس الحكومة والجمهور مطلوب ليس فقط لمحاولة بناء الثقة، بل لشرح توجهات الحكومة على أساس الشراكة مع المواطن، ومع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وبطريقة تفاعلية.
التساؤل يحقق نفسه كذلك يفعل التفاؤل.