إن السابع من أكتوبر يعتبرا تاريخا مفصليا كما سيبقى رمزا في عقول الفلسطينيين وقضيتهم بعد ان انتشلها من الغرق إلى السطح ونقلها من ذيل الاهتمامات الدولية والعالمية إلى مقدمتها .
وعلى الرغم من وحشية ردة الفعل الإسرائيلية على عملية طوفات الأقصى التي فاقت كل وصف. وتجاوزت كل حدود . محرقة الاخضر واليابس، كما دمرت ما فوق الأرض وتحتها بعد ان فرضت حصارا لم يشهده التاريخ الحديث على قطاع غزة وشعبه المحاصر اصلا، منذ اكثر من17عاما.
مما يؤكد أن ردة الفعل لم تكن وليدة ساعتها او ان طوفان الأقصى كان سببها وخلفها بقدر ما كشفها وعجل منها .
فما نشهده من حرب همجية وابادة جماعية ودعم أمريكي، وصمت عالمي وعجز دولي، يؤكد بأن هناك مشروعا خفيا يخطط للمنطقة، وان دولة الاحتلال الإسرائيلي ماضية بتحقيق مشروعها التوسعي المزعوم بإقامة دولته اليهودية على حساب تهجير الشعب الفلسطيني. كما عرى طوفان الأقصى الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال وكشفها على حقيقتها بانها لا تؤمن بالسلام ولا تقيم وزنا للاعراف والمواثيق الدولية ولا يؤتمن جانبها .
وكل ما نسمع عنه من تطبيع وإقامة علاقات مجرد وسيلة وإداة لتحقيق أهدافها، وعند اول نقطة ستنقلب على كل الاتفاقات والمعاهدات، التي كشفت الأحداث انها مجرد وهم ومصطلحات غير معرفة ولا يوجد لها أي تعريف في القاموس الإسرائيلي .
لتأتي طوفان الأقصى كزلزال غير متوقع حدوثه في هذه الوقت قض مضاجع الإسرائيليين بقوته وشدته التي يصعب قياسها على مقياس رختر.
ليهز ثقتهم ويكشف ضعفهم ويؤكد ان المحتل مهما بلغت قوته يبقى ضعيفا امام الحق وصاحبه.
كما شكلت العملية وماتبعها من آثار جرس إنذار وهزة قوية ليصحو العرب من كبوتهم ويتوقفوا عن مسارات التطبيع وان يدركوا بأن المخطط الصهيوني المدعوم من بعض دول الشر لا تعرف الا مصالحها ولتحقيق ذلك لن تستثني احدا.
وان موضوع صفقة القرن والشرق الاوسط الجديد ماض وما زال على الطاولة لكن بأدوات جديدة ومسارات بديلة وبمزيد من الدماء .
وكان الاردن من أوائل الدول وما زال متنبها لخطورة المخطط ويدرك نواياه الحقيقية القائمة على التهجير وطرد الفلسطينيين من أرضهم ليشكل موقفا وردة فعل قوية لم تتوقعه بعض الدول الداعمة لدولة الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني وقطاعه لادراكه بخطورة الموقف لا على سبيل المزايدة كما يزعم البعض.
لذلك فإن الحرب على غزة ونتائجها ستحدد شكل المنطقة القادم ومستقبل القضية الفلسطينية ومصير الشعب الفلسطيني وظروف حياته وطبيعة عيشه على ارضه بظل دولة الاحتلال او بدونها .
او بظل ظروف تهيئ لدولة مستقلة او العيش تحت الاحتلال لسنوات وعقود قادمة .
كما ان الاردن لن يكون بعيدا عن الأحداث والآثار لأسباب وعوامل عديدة أهمها تشابك العلاقات والارتباط التاريخي والوجداني مع القضية الفلسطينية إضافة إلى الترابط الاجتماعي والمجتمعي بين شعبين يحملون قلبا واحدا .
حيث يعيش على الارض الأردنية عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين وتقترب نسبة الأردنيين من أصول فلسطينية من الـ 40% من السكان حسب تقديرات غير رسمية وكذلك يعيش في فلسطين ما يقارب الـ 500 الف فلسطيني يحملون الجنسية الأردنية إضافة إلى جواز السفر الفلسطيني هذا كله سيجعل الاردن بقلب العاصفة وسيرتب عليه ظروفا وتحديات نأمل أن يتجاوزها وان يكون لديه أدوات تمكنه من التعامل معها.