أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الحرب في غزة: الاشتباك مع اللعبة الأميركية.. لا هدنة ولا قرار أممي.. فوضى! 


حسين دعسة

الحرب في غزة: الاشتباك مع اللعبة الأميركية.. لا هدنة ولا قرار أممي.. فوضى! 

مدار الساعة (الدستور المصرية) ـ
بعد 3,888 ساعة من الحرب العدوانية الإسرائيلية الصهيونية على سكان قطاع غزة، يقف المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الإغاثية والإنسانية والثقافية والسياسية والاقتصادية والأمنية شاهدا، صامتا على الإبادة الجماعية وحرب التجويع والتدمير والتهجير، وصولا الى تصفية القضية الفلسطينية.
الولايات المتحدة انتهت، بحسب مصادر البيت الأبيض، والإدارة الأميركية من صياغة مشروع قرار بمجلس الأمن لدعم هدنة بغزة، وإيقاف مؤقت للحرب. الحديث الدبلوماسي عن مشروع القرار الأميركي، تزامن مع - ما يفهم انه- دعم وتأييد الرئيس الأميركي جو بايدن لزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور " تشاك شومر"، الذي وصف بايدن خطابه:ألقى «خطاباً جيداً»، دعا فيه إلى إجراء انتخابات جديدة في دولة الاحتلال الإسرائيلي ، شومر، وجّه انتقادات قوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي - السفاح - نتنياهو، ووصفه بأنه عَقبة في طريق السلام في الشرق الأوسط .
.. تقول الولايات المتحدة الأمريكية، أنها وقفت على صياغة مشروع قرار تعتزم تقديمه لمجلس الأمن الدولي بشأن حرب إسرائيل وحركة حماس.
وكالة رويترز، قالت ان المسودة النهائية للقرار المقترح:“تدعم بشكل لا لبس فيه الجهود الدبلوماسية الدولية لتنفيذ وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في إطار اتفاق للإفراج عن الرهائن وللسماح بتعزيز السلام الدائم لتخفيف المعاناة الإنسانية”؛ علما ان المشروع الأميركي، قد يصطدم بردو فعل سلبية، قد تصل إلى استخدام (الفيتو) من "روسيا" وربما من "الصين"، والقرار، بحسب أعراف مجلس الأمن الدولي، بحاجة إلى تأييد تسعة دول على الأقل وعدم استخدام حق النقض (الفيتو) من الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو روسيا أو الصين من أجل اعتماده.
الولايات المتحدة، تضع بعد 162 يوما من الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني، في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، ربط أي دعم مقدم من دول مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس،وبرغم حساسية المرحلة وواقع الحرب، فقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية، حق النقض، الفيتو، ثلاث مرات لثلاثة مشاريع قرارات،تطالب بوقف الحرب بشكل دائم.
* أسرار الجولة الجديدة من اللعبة الأميركية.. إلى أين؟ .
في جعبة المجتمع الدولي، عدة مراحل، جولات من اللعبة الأميركية في المنطقة، وهي جولات تقع في أعلى المنحنى الدبلوماسي، وأخرى في نهاية السلم السياسي الأمني، يستغل استمرار الحرب العدوانية وإبادة الشعب الفلسطيني، الذي يقاوم شرعية دولة احتلال متطرفة، يقودها سفاح نازي، أصيب بجنون العظمة من واقع هزيمة لجيش الحرب الإسرائيلي الصهيوني، الكابنيت، والعالم يقف معه بصمت، وهو سفاح يعجز من الاعتراف نهايته وهزيمته أمام شعب يقاوم ويجوع ويباد في سبيل أرضه ومستقبل مجهول بعد كل هذا الموت والدمار والإبادة.
معالم اللعبة الأميركية الجديدة وجولاتها التي تقام بسرية، تظهر في عناوين :
*اولا:
مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن..يدعم وقف حرب غزة.
*ثانيا:
هجوم رفح خارج قدرة إسرائيل...6 آلاف مقاوم وقدرات متجددة.
*ثالثا:
نتنياهو يقرّ خطة اجتياح رفح..ويرسل وفداًُ لمفاوضات الدوحة.
*رابعا:
الأورومتوسطي -منظمات دولية- يدين ارتكاب إسرائيل مجزرة جديدة بحق مدنيين فلسطينيين تجمعوا في غزة للحصول على إمدادات إنسانية.
تحاول مؤشرات الإدارة الأميركية، افتعال حراك دولي قد يصطدم على سطح ملعب صعب الطبوغرافية، تضيع فيه الكرات بين تسلل، وضربات جزاء، واستخدام مكثف البطاقات حمراء وصفراء، ولأن واشنطن تدخل أزمة الصراع الانتخابات، الرئاسي، وتبعيات الحرب الروسية الأوكرانية، متغيرات الرأي العام الأميركي والأوروبيين، عدا دول أخرى من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومن الحرب العدوانية على قطاع غزة، فقد البست مؤشرات كثيرة، لا يفهم لها إلا النتائج المتوقعة التالية:
*1.:
القرار الأميركي أمام مجلس الأمن، متوقع ان يفشل، نتيجة حراك روسي-صيني، ضد صياغة المشروع على مسودته الحالية.
*2.:
مسارات وجولات المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، وحركة حماس، والدول الوسطاء، والضامنة، مصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا، غالبا، ستفشل، وتتوقف، عند خلافات جوهرة، تفرضها حماس، لأنها مبطنة بالتهديد السياسي، والأمني من التفاهات الأوروبية - الأميركية.
رد «حماس» عبارة عن مقترح اتفاق، ينص على صفقة تبادل على مراحل، ووقف إطلاق نار مؤقت في المرحلة الأولى يمتدّ لـ42 يوماً، يتحوّل إلى وقف دائم في المرحلة الثانية. واشترطت الحركة، في المرحلة الأولى، انسحاب قوات الاحتلال من شارعي الرشيد ومحور صلاح الدين للسماح بعودة النازحين ومرور المساعدات إلى شمال قطاع غزة، وضمان حرية التنقّل. كما عرضت أن الإفراج عن 50 أسيراً فلسطينياً مقابل كل مجنّدة إسرائيلية حيّة، 30 منهم (الـ50) يكونون من أصحاب المؤبّدات، إضافة إلى الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من الإسرائيليين. ومع بدء المرحلة الثانية، تشترط "حماس" إعلان وقف دائم لإطلاق النار، قبل أي تبادل للجنود الأسرى الذين يكونون قد تبقّوا لديها. فيما سيكون شكل المرحلة الثالثة، المقترح: إطلاق عملية الإعمار الشاملة للقطاع، وإنهاء الحصار.
*3.:
المجتمع الدولي، وبالذات حلفاء إسرائيل، مع جيش الحرب الكابنيت، ولهذا يقف السفاح نتنياهو، مستندات على جدار التطرف والاحزاب التوراتية، متمسكا أسطورة شعب الله المختار والمحرقة ونازية العالم، يقام بمستقبل دولة تقام بمستقبل كل من دعم معها الحرب الخلاص من حركة حماس ومن الشعب الفلسطيني كافة.
*4.:
المجازر اليومية، على الشعب والمدنيين والسكان الجوعى، والمشردين، انتظار المساعدات، جعلت منظمات العالم الدولية الإغاثية والسياسية والصحية، تصاعد البقاء وراء حقائق ما يحدث من قتل وتدمير، عندما يحاول سكان القطاع انتظار شاحنات المساعدات، المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، يعد نموذجا لكشف هذا المؤشر الذي، يدل على بعض الألاعيب التي تخرج عن الإدارة والمنطق، سواء في طرق المعالجة أو ادعاء مبررات وطروحات سوداوية لإدخال المساعدات الغذائية والوقود والمياه والأدوية.
*رفح هي رفح.. ولن يدخلها السفاح نتنياهو.
.. السؤال كيف ذلك، وكل حديث السفاح وجيش الاحتلال الكابنيت، والصراع الصوري في البيت الأبيض والإدارة الأميركية، يتحدث عن غزو اجتياح مرتقب ل رفح، ومحاولات لتهجير الشعب الفلسطيني، إلى دول الجوار، مصر والأردن، ولبنان، بينما يلوح نتنياهو، وأركان جيشه، مع الولايات المتحدة، إنهم في حرص على أكثر من مليون مدني لاجئ في رفح، وأن الدخول العسكري الي رفح حاجة لإعلان السفاح نتنياهو النصر على المقاومة الفلسطينية.
كل هذا الذي، يصدر عن دولة الاحتلال، مجرد مشاغبة لإيجاد صيغة سياسية أمنية تتيح لنتنياهو، وضع ترتيبات انتحاريه السياسي، ونهاية التطرف التوراتية، إذا ما بقيت اللعبة الأميركية، مفصلات وسط مفاصل الحرب، فالبيت الأبيض، قد يعلن نهاية الحرب، نهاية نتنياهو، في سبيل الخروج من عنق الزجاجة التي اندحر إليها جيش الاحتلال.
.. لنقرأ ما لفت إليه المحلل العسكري "عاموس هرئيل" الذي كتب ل "هآرتس"، أن :تهديدات نتنياهو بمهاجمة رفح تخدم هدفين:
- الهدف الأول، يتعلق بدفع صفقة تبادل أسرى، "إذا كانت مصر والولايات المتحدة والفلسطينيين يتخوفون من اجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح، ربما يغيرون حيّز الليونة من أجل التوصل إلى اتفاق.
-الهدف الثاني: "خلافا للتصريحات الإسرائيلية الرسمية، يبدو أنه لا توجد حتى الآن قدرة لدى الجيش الإسرائيلي لشن عملية عسكرية في رفح"، وأن "إخلاء السكان والنازحين من رفح سيستغرق أسابيع كثيرة، يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يخصص لذلك قوات نظامية كبيرة، وهي ليست منتشرة في جنوب إسرائيل، وقوات احتياط، التي تم تسريح معظم جنودها إلى بيوتهم".
.. التهديد الإسرائيلي، مجرد شراء للوقت وانتظار ل" غودو"، المتنفس لحكومة احتلال نازية، تدرك أنها فشلت في صراعها مع المقاومة المشروعة دوليا قانونيا بموجب اتفاقية جنيف، لهذا؛ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن غزة ستحتاج إلى عقود للتعافي بتكلفة عشرات المليارات من الدولارات، وهي أموال قد لا تتوفر أبداً.
.. وفي ذلك، قالت مجلة "فورين بوليسي" إنه بالنسبة لسكان قطاع غزة فالخطر الأكبر الذي يواجهونه على المدى الطويل، قد لا يكون حماس أو إسرائيل بل قد يكون "الافتقار إلى أي حكومة".
تقرير الأطلسي الجديد، الذي أعده مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بجامعة جورجتاون، ووضعه المحلل الأكاديمي" دانييل ايمان" يفترص أن "غزة قد تنضم بعد الحرب إلى صفوف ليبيا والصومال واليمن وغيرها من الدول التي تعاني من صراع منخفض المستوى. وأزمات إنسانية تلو الأخرى. وتميل مثل هذه الدول إلى إنتاج موجات من اللاجئين اليائسين ويمكن أن تؤدي إلى المزيد من العنف".
" دانييل ايمان"، يفترض أن "نهاية الحرب بين إسرائيل وحماس لن تكون إلا بمثابة نهاية فصل في كتاب معاناة الفلسطينيين، والفصل التالي قد يكون عن فترة ما بعد الحرب الفوضوية. في كثير من الأحيان تركز السياسة الأميركية والدولية في المنطقة على وقف إطلاق النار أو بدء المفاوضات وليس على تخفيف معاناة الناس العاديين بشكل كاف".
.. والمطلوب دوليا وأمميا:"من أجل الحد من خطر فشل الدولة على المدى الطويل فإنه يتعين على الولايات المتحدة وأعضاء الاتحاد الأوروبي وغيرهم من الأطراف التي تأمل في التوصل إلى حل للصراع أن تركز على من سيحكم غزة وكيف سيتم فرض حكم ذلك الكيان على المدى الطويل".
.. مثل أي لعبة، البداية تصنع النهايات، ومع تداعيات كثيرة، فالحرب في غزة يتدخل مرحلة صعبة، تشبه حروب الاستنزاف، بين جيوش الدول، فيما يزدد خطرها وابادتها على المدنيين،.. واستطيع التأكيد، اننا نبتعد عن أي حلول، الهدنة مغلقة التوترات وتهديداته السفاح نتنياهو وأكاذيب اجتياح رفع التي، تنتظره لإعلان هزيمته.
.. غزة أرض حرب مختلفة، وعلى المجتمع الدولي ودول المنطقة والإقليم اتباع سياسة تمكين القرار الأمريكي والأممي، بعيد عن اللعبة السرية.
.. بالمناسبة.. دخلنا الساعة 3,889.. من حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
*huss2d@yahoo.com
مدار الساعة (الدستور المصرية) ـ