مدار الساعة -
لم تكن الحياة بين الزوجين هادئة، حتى وصلت مرة إلى ذروتها وقرر الزوج إنهاء حياة زوجته وقتلها، كان من المفترض لهذه القصة أن تنتهي هنا، كما يروي المحقق في النيابة العامة وليد الحسن، عن الجريمة التي ظلت مخفية عن يد العدالة لـ 38 سنة كاملة، شهدت أكثر التفاصيل غرابة في تاريخ الجريمة في السعودية. كان الزوج القاتل عاقدًا العزم على إخفاء جريمته، وقد رتب للأمر جيدًا؛ فدفن الزوجة القتيلة سرًا داخل المنزل. ولم يكتفِ. بل تلاعب بإجراءات الدفن، وأخبر أهل الزوجة بأن ابنتهم توفيت بمرض مفاجئ، وتم دفنها في مكان بعيد عند مسكنهم.
مع مرور الزمن، عاش القاتل حياة مزدوجة، ولم يترك أسرة ضحيته بسلام؛ تقدم لشقيقة زوجته طالبًا الزواج بها، وقد تمكن من خداع الأسرة للمرة الثانية، فوافقت الأسرة على الزيجة التي استمرت 38 عامًا.
عاش القاتل مع الزوجة الثانية في المنزل نفسه الذي قتل فيه شقيقتها. وبينما كان يحاول الاستمتاع بحياته الجديدة، أغضبه كثرة سؤال الزوجة عن موقع دفن شقيقتها، وكالعادة كان الجواب الضرب. لكنه، قرر هذه المرة مغادرة المنزل لفترة.
وفي غيابه، قررت الزوجة إجراء عمليات صيانة في المنزل. وخلال أعمال الحفر، لاحظ العمال شيئًا غير عادي في أرضية إحدى الغرف. وبمجرد بدء أعمال الحفر العميقة، اكتشفوا بقايا الهيكل العظمي.
بعد تحليل الحمض النووي، تبيّن أن البقايا تعود لشقيقة الزوجة الحالية، وهكذا كان الكشف النهائي عن الجريمة المدفونة منذ أكثر من ثلاثين عامًا.
ألقي القبض على الزوج القاتل وتقديمه للمحاكمة، حيث تمت محاكمته ومحاسبته على جريمته بعد أعوام من اعتقاده بأنه نجح في إخفاء جريمته للأبد. وهكذا، عادت العدالة لتأخذ مجراها بعدما كانت الحقيقة مخفية لفترة طويلة.