صادف يوم أول من أمس الموافق للثامن من آذار الجاري يوم المرأة العالمي الذي جاء تقديرا واحتراما لمكانة المرأة في المجتمعات ودورها في دعم ورفد عمليات التنمية المستدامة والتحديث في مختلف المجالات، ومن قبيل التذكير فقد تم الاحتفال بهذا اليوم للمرة الأولى في العام الف وتسعمائة وتسعه ثم وبعد عقود عديدة وتحديدا في العام سبعة وسبعين وتسعمائة والف اعترفت الأمم المتحدة بهذا اليوم وصارت تقام فيه الاحتفالات التي أكدت في مضامينها على أهمية ومكانة وحضور المرأة في المحافل الدولية والعالمية ولما لها من بصمات لافتة كانت لها نتائجها البناءة في كل مجال عملت فيه.
في المملكة الاردنية الهاشمية شكل الاهتمام بشؤون المراة الاردنية اولوية على اجندة صاحبي الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبد وقدما حقظهما الله مختلف انواع الدعم والرعاية التي هيأت السبل للمراة الاردنيه فاستطاعت تحقيق الكثير من الانجازات المشهود لها إذ وتمكنت من الوصول الى قبة البرلمان ولعب دور فاعل في صنع القرار واستطاعت ان تثبت قدرتها على المشاركة في كافة اوجه العمل السياسي والنقابي وقد تقلدات مناصب مهمة في الحكومات والوزارات والموسسات الحكوميه والخاصة واثبتت حضورها الفاعل في الاردن والخارج في ميادين العمل في المنظمات النسويه والتنمويه والقدره على المشاركه الاقتصاديه وايضا التميز والابداع في المجالات العلمية والاكاديميه والفنية والصحفيه، واللافت ان جميع كتب التكليف السامي قد ضمنها جلالة الملك الاشارات الصريحة للتأكيد على أهمية توفير بيئة محفزة تمكن المرأة من إطلاق طاقاتها الخلاقة التي أسندت جهود تعزيز مسيرة البناء والنماء والتقدم في المملكة.
جلالة الملك في كثير من المناسبات اكد أهمية مشاركة المرأة في جهود التطوير والتحديث التي تسير بها المملكة على مختلف الصعد سياسيا واقتصاديا وثقافيا، معتبرا جلالته أنها كانت ولا تزال مثالا للعطاء والإنجاز، دعمه وثقته بقدرة الأردنيات على التميز والإبداع في مختلف المجالات، معربا في كل لقاء له مع سيدات من مجتمعنا الاردني عن فخره بعزيمة المرأة الأردنية وإنجازاتها وإصرارها على أن تكون عنصرا فاعلا في المجتمع.
المرأة الأردنية قصة نجاح وصمود وارادة على تجاوز التحديات والمعيقات بهمة وعزيمة وتحقيق الانجازات فهي الام وهي المعلمه والطبيبة والمهندسة والمديرة وهي المربية التي غرست في أبناء الوطن حب الاردن وصدق الانتماء اليه وهي التي صنعت المجد والبطولة والكرامة الأمر الذي يدعونا جميعا الى استمرار دعوة كافة المؤسسات الوطنية للتعبير والاعتزاز وتعظيم مكانة المرأة والعمل على افساح المجال اكثر امامها لتسلم زمام دفة مسيرة الخير واعلاء صروح النهضة والرقي والعمران.
ولا بد من الاشارة الى ان المراة الاردنية كانت حاضرة في الاوراق النقاشية الهاشمية التي أطلقها جلالته على مراحل متعاقبة حيث أكد جلالته على المساوة بين الجنسين وتكافؤ الفرص والعدالة وضرورة وجود المرأة الى جانب الرجل في بناء الوطن وتطويره وان تكون شريكته في العمل الديمقراطي، فتزايدت عقب السنوات المتتالية نسبة تمثيل و مشاركة المرأة في المجالس النيابية والبلدية واللامركزية؛ من خلال القوانين التي تدعم وصول المرأة للسلطة التشريعية بنظامي الكوتا النسائية والتنافس ، وانخرطت المرأة الاردنية أيضاً بالحياة الحزبية إذ وصلت الى المناصب القيادية بالأحزاب كأمين عام الحزب او كعضو بالمكتب التنفيذي او باللجنة التنفيذية للحزب.
ولا بد لي من الاشارة الى مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية الذي اتشرف بادارته في جامعة اليرموك الذي يحظى بدعم مباشر من إدارة الجامعة التي تؤمن بدور المرأة وبضرورة تمكينها للنهوض بدورها وترجمة لذلك فاننا نواصل ونؤكد في مثل هذه المناسبة العمل على كل ما من شأنه توفير البيئة الملائمة لقيام المراة بعملها وتحقيق ما يمكنها تحقيقه في كل ركن من أركان مسيرتنا الوطنية المظفرة بإذن الله ورعاية جلالة الملك.