أسئلة تحيرني في كل مرة أشرع بكتابة مقال عن المرأة، أطرحها على ذاتي تلك الاسئلة، من باب بدء محادثة لا يوجد فيها متحدث ولا مستمع ،انما تختصر المسافات ما بين فمي ودماغي ، هل حقا كل النساء بكاءات ؟ هل يبحثن فعليا عن لذة البكاء ؟؟ وهل يمتهن الكهن حتى في بكائهن ليستخدمن سلاح الشعور بالظلم لجذب انتباه السذج ماسحي الدموع؟ وهل وهل .... قائمة ممتدة من الأسئلة على شاكلة التساؤل أضعها على المنصة، بيني وبين ضميري المزدحم بالأفكار ,عله يعثر على الإجابات، أراوغ نفسي وأتظاهر بالجهل أو التجاهل مرات وأعود وأقنعها بأن كافة الأسئلة أعلاه تحمل صفة الجدلية ولا يوجد لها خيار منفرد للإجابة، فجميع الخيارات صحيحة وجميها خطأ ، ولكنني بعد صمت للحظة، أصل بلهفة المكتشف الى اليقين أنه بالرغم من عجزي، أجزم أن الإجابة الشافيه مهما كانت فهي تحمل شقين ،الأول هو نعم والشق الثاني يشرح هذه النعم.
كتبت العشرات من المقالات والمنشورات عن المرأة، وفي كل مقال أو حتى منشور كتبته، تعلو شفاهي ابتسامة حزينه تتربع محيا نصي وتتموضع في قلب مقالاتي، أدعوها ابتسامة من باب التفاؤل ولكنها بالواقع أقرب الى الأنين، هي غالبا تخلو من عنفوان الضحكة وحرارة الأنفاس ،يقف فيها ميزان قياس الأدرنالين في دمي عند اشارة الصفر ، ابتسامتي وان كانت حالمة تصل في كل مرة مرحلة ما قبل الفرح ترتدي بعدها هالة عديمة اللون لتختار التعلق في المنتصف، ترفض السقوط على هيئة دمعه ولا تنضج لتصل مرحلة الضحكة، عذرا منكم فقد اسهبت في وصف التفاصيل السخيفة، ولكن لابد أن أوضح السبب في بث هذا الحزن في مقالاتي المؤنثة ،فجميعها تخبر عن امرأة ينقصها الفرح ،فالنساء من طراز الهوانم لم يحظين بإهتمامي يوما ،ما حاجتهن بمن يكتب بابتسامة مسروقة مثلي? يكفيهن المعجبين الكثر رجالا ونساءا ممن يشكل ثمن معاطف الفراء وعقود الألماس وحقائب التماسيح خاصتهن ،معلومات لا تقدر بثمن حيث تجذب المتابعات على مواقع التواصل الإجتماعي ،وتغص القاعات بالمصورين حولهن في حفلات الإستقبال ومهرجات الأزياء ،أما أنا يروق لي الكتابة عن تلك الصامدة الصامته التي تتمحور أمانيهاحول لقمة عيش دافئة تسد بها رمق اطفالها وملبس يقيهم البرد، ترتدي كل يوم زينتها التي هي عبارة عن سمعة طيبة عطره تسبقها وتزين محضرها كلما ذكر اسمها .
يوم المرأة العالمي في هذا العام ، مختلف عن كل السنوات التي تلت العام 1911 عندما أحتفل العالم للمرة الأولى به اكراما لنساء العالم ، في هذا العام تذهب عيني غربا الى القدس واقصاها وقيامتها وبيت لحم والناصرة حيث القداسة تبيت دهورا ،ممر العذراء مريم عليها السلام اعظم نساء الارض واطهرهن ، هناك في نابلس وحيفا ويافا والخليل في البيوت ذات القناطر العتيقة أبدعن الكثيرات وحفرن التاريخ بالأدب والشعر والخطابة ،فلا يمكن لنا ذكر الأدب العربي في القرن العشرين دون ان يبرز اسم من هذه النساء اللواتي نزداد فخرا بهن حتى وان مرت عشرات السنوات بعد ان غبن جسدا ،فدوى طوقان ،ومي زيادة وكريمة عبود وريم بنا وهند الحسيني وغيرهن .
آثرت في هذا العام ان اكتب عن امرأة لا تشبه باقي نساء الكون ،امرأة تستحق المجد ،امرأة بألف رجل ،اكتب عن المرأة الفلسطينيه التي رفعت اسم العروبة عاليا ،من كتبت بتطاريز ثوبها ملحمة النصر والصمود .عن شجاعتها شهد الغريب قبل القريب ،وعن بسالتها تحدثت اخبار العالم قاطبة .
اليوم اسمحولي ان انقل نقطة العين من كلمة غزة الأنثى لتصبح عزة واعود واضعها في قلب الحاء في كلمة الفرح لتصبح الفرج الذي تتمناه كل نساء غزة في هذه الايام الفضيلة قبل قدوم رمضان المبارك .
في يوم المرأة العالمي نصلي للعلي القدير ان يعطي نساء فلسطين مزيدا من القوة والصبر وان يربط على قلوبهن بعد حسرة فقدان الولد والاب والزوج والأخ والسند ،تحية لهن القويات الصامدات .
اليوم ارسل تحيتي الى كل النشميات الأردنيات الصامدات من فقدن الزوج وتحولن الى آباء وامهات في حين ،الى كل نشمية قبضت على جمر العوز والفقر والظلم ،واسندت جبهتها عاليا لا تبالي رافعة رأسها تصون شرفها وتعمل بجد من اجل كف يدها عن السقوط بالمحظور .
تحية لكل امرأة تحمل دفتر عائلة مكتوب بجوار اسمها فيه ربة الأسرة ،بعد ان هجرها المعيل وتركها تواجه الصعاب ،فتحدت ونجحت وانجبت اجيال من المبدعين الناجحين .
تحية اكبار لتلك النشمية المزارعه التي سبقت آذان الفجر وحلبت اغنامها واعدت خبز ساخن لتطعم ابنها في يومه الاول في العسكرية .
تحية لكل من استبدلت ثوب حدادها الاسود برداء وردي لتخبئ نزيف قلبها المفطور بالحزن بعد ان تركها حبيب كاذب ورحل .
في يوم المرأة العالمي انحني فخرا واجلالا لمولاتي صاحبة الجلالة ،الملكة رانيا المعظمة ،التي وقفت ببسالة المقاتل امام العالم اجمع تروي قصة غزاوية عاجزة عن اسكات اطفالها الجياع ،لتضرب مثلا للمرأة العربية الاصيلة ،مبارك مولاتي وسام سيدي صاحب الجلالة ،الداعم الاول للمرأة في جميع الميادين ،تستحقين بجدارة ان تكوني مليكة التاج والنيشان ..فخرنا وعزنا .
ختاما استذكر ما قالته الرائعة أحلام مستغانمي عن المرأة ,( أن تنتظر امرأة بالذات ،خارج الزمن وخارج الحسابات ،ان تنتظرها كما لو أن لا امرأة سواها على الارض ذا الجهاد والنصر العظيم حين تفوز بها ).
كل عام ونساء العروبة الماجدات المناضلات المتميزات بخير.