نلتقي اليومَ في هذا المهرجان العالمي للشباب الذي تستضيفه مشكورةً مدينة سوتشي بالتعاونِ مع اقليمِ سيريوس الفيدرالي ونبدأُ كلامنا بتوجيه الشكرِ والامتنان للقائمين على هذا العملِ الكبيرِ لما قاموا به من استعداداتٍ ضخمةٍ لإظهارِ الوجه الحقيقي لروسيا والشعب الروسي .
يُعتبر المهرجانُ العالمي للشباب أكبرَ حدثٍ شبابيٍ في روسيا يهدُفُ لخلقِ الأرضية اللازمةِ لعرضِ مواهب الشباب وتنميتها , وإقامةِ حوارٍ جديٍ فعّالٍ بين الشباب من مختلف البلدان , وإنشاءِ وتطوير مشاريعَ وأعمالٍ مشتركةٍ لتحفيز الأداء واكتساب المهارات والخبرات لدى الجميع بما فيه مصلحة كل البلدان المشاركة .
ونرجو ان تكون مخرجات هذا التجمع مفتاحاً لبناء علاقات دولية جديدة على كافة المسارات السياسة والاقتصادية والاجتماعية , فعندما يجتمع عشرون ألفاً من القادة الشباب وأكثر من نصفهم أجانب لابدّ أن تكون النتائج مبهرةً ومرضيةً لمعظم المشاركين , خاصّةً مع اختصاصاتهم المتنوعة والشاملة لمعظم مناحي الحياة من تعليم وثقافة ورياضة وتعاون دولي والأعمال التطوعية والأعمال الخيرية والإنسانية والإعلام وغيرها .
إن روسيا الاتحادية دولة منفتحة على كل دول العالم وهي تناضل من أجل ايجاد عالمٍ عادلٍ يسود فيه الأمن والرخاء والسعادة وتنعدم فيه الاضطرابات والحروب , مع دعم المسار المحافظ في العلاقات الإنسانية ورفض الشذوذ والأفعال المخالفة للفطرة الانسانية والأديان السماوية , وهذا هو أحد أسباب انزياح معظم الدول في العالم الى جانبها وخاصة في السنوات الأخيرة عندما أبرزت دول الشر أنيابها ضد كل من لم يعمل لصالحها , ولعل مجموعة بريكس خير دليل على ذلك مع عشرات الطلبات للانضمام لها , اضافة الى توافق مجموعة اوبك على سياسة انتاج مناهضة للاحتكار الرأسمالي الفظ للولايات المتحدة وشركائها , ورغبة دول كثيرة في توقيع اتفاقيات تعاون مشترك طويل الأمد .
وكلنا تابعنا الموقف الرسمي لروسيا حول الوضع في الشرق الأوسط ورفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم في غزة التي هي جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين التاريخية والتي كان من المفروض انشاء دولة فلسطينية مستقلة عليها , وقد صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الأحداث المروعة في قطاع غزة لا يمكن تبريرها وأضاف أن العيون تدمع عندما ترى صور أطفال قتلى وملطخين بالدماء , وتم توجيه الجهات المسؤولة لنقل كميات ضخمة من المساعدات الانسانية الى قطاع غزة عبر مصر اضافة الى التواصل مع الفلسطينيين الذين يحملون جنسيات روسية والراغبين بالانتقال الى روسيا , وفعلاً تم نقل عدد منهم واستقبلنا في جمهورية الشيشان ما يزيد عن مائتي شخص , يقيمون في منتجع صحي ممتاز مع تأمين كل ما يلزمهم من طعام وملابس وأدوات مع تأمين فرص العمل لثلاثين شخصاً , وقد قام فخامة الرئيس رمضان أحمد قديروف بوضع حجر الأساس لبناء حي خاص بهم في طرف العاصمة الشيشانية غروزني , وأعمال البناء جارية على مدار الساعة .
ختاماً إنَّ هذا المهرجان مناسبة طيبة ليتمكن الشباب من جميع أنحاء العالم على التعرف على روسيا كما هي بكل تنوّعها الطبيعي والثقافي والوطني والديني وبثرواتها الوطنية الهائلة وبشبابها الموهوبين الطموحين القادرين على قهر الصعاب من أجل مصلحة بلادهم وشعبهم , وليعرفوا أن روسيا هي حقاً بلد الفرص وأن الشباب لديهم فيها مساحة كبيرة لإظهار امكاناتهم وتحقيق أحلامهم فهم من سيحددون المستقبل .
المهندس عصام محمود وبي
رئيس مؤسسة وطن – غروزني – الشيشان