في ظل كل ما تشهده المنطقة من صراعات ظل الأردن الحصن الوحيد والأخير الذي لم يساوم أو يناور في مبادئه ومسلماته القومية العربية والإسلامية في كل أزمة يتعرض لها الإقليم والأمة
هذا الوطن الذي فرض إيقاع مسيره نظام سياسي قوي ومتين جاوز عمره المائة عام هذا النظام الذي كان الضامن لوحدة الدم والتراب للأردنيين جميعا بمكوناته وتنوعاته في الأصول والمنابت فكان السند والظهير للشعوب العربية ولكل مستجير مستغيث يبحث عن الامن والأمان تقاسمنا الماء والموارد بشحها ومحدوديتها مع أخوتنا العرب وتحملنا المسؤولية الكبرى عن العالم اجمع فيما يتعلق بقضية اللاجئين.
واليوم وفي ظل الحرب المستعرة من الكيان الغاصب المحتل على اهلنا في غزة وفلسطين وبعد ما يزيد على مئة ألف مدني بين شهيد وجريح على مشهد من العالم العاجز
تقدم الأردن من منطلق عروبته وأخوة الدم والمصير ليكون رأس الحربة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني في كل محفل ومنبر عالمي وكان صاحب الموقف المتقدم على الجميع في الخطاب والفعل بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لوقف هذا العدوان الهمجي الذي لم يسبق له مثيل على مر التاريخ
فكان الملك وهو رأس الدولة يخاطر بحياته في عدة طلعات وإنزالات جوية للمساعدات في سبيل وقف أبشع الأسلحة التي يستخدمها العدو ضد أهلنا في غزة وهو سلاح الجوع وهو الأشد فتكا في أي حرب.
ومع كل ما قدمه الأردن يخرج علينا المشككون والحاقدون للتقليل من شأن الموقف الرسمي الأردني وما يقدمه في سبيل وقف العدوان والتخفيف على أهلنا في غزة.
إلى متى سيستمر شهود الزور والحاقدين في الطعن بموقف الدولة ككل شعبا ومؤسسات وتكسير صورة الموقف العروبي للدولة الأردنية، وفي ظل غياب واضح وجلي لنخب سياسية ورجالات دولة عن الدفاع عن الموقف الرسمي للأردن.
إلى متى سنظل كأردنيين في مرحلة الاتهام والتبرير في كل موقف وأزمة للأمة
ألم يعي العقلاء في كل الأمة العربية والإسلامية أن سهام العدو ومن خلال إعلامه وقيادته السياسية لم توجه الى احد بقدر ما وجهت إلى الأردن وإلى شخص الملك وأسرته التي نفاخر بها الدنيا وهم من يملكون الشرعية الدينية والتاريخية شاء من شاء وأبى من أبى.
يكفينا اليوم جلدا للذات وآن الأوان لنلتفت إلى الداخل ومنعته آن الأوان لجردة حساب لمصالحنا وتحالفات الدولة آن الأوان ان ينتظم إعلامنا بكافة منصاته ومحتواه تحت مظلة واحدة جامعة في استراتيجية اعلامية وطنية تقدم الموقف الأردني بصورة جلية واضحة لا تحتمل التأويل لأننا اليوم نعيش في أخطر منحنى تعيشه المنطقة منذ عقود فالأردن القوي والمنيع هو الداعم والظهر المساند للشعب الفلسطيني في سبيل انتزاع حقوقه المشروعة
هذه الدولة الأردنية الضاربة جذورها في أعماق الأرض يحكم تحركاتها مصالحها الوطنية العليا بإكراهاتها وصعوباتها فقط لا غير.