انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

'غانتس' تحت الأضواء


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

'غانتس' تحت الأضواء

محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ نشر في 2024/03/04 الساعة 01:59
سرقَ الجنرال/بِني غانتس الأضواء, ليس فقط عندما شارك في مسيرة عائلات الأسرى الصهاينة, التي انطلقت من مستوطنات غلاف غزة باتجاه القدس المحتلة (استمرت لأربعة أيام), بل خصوصاً بعدما ذاعَ خبر «دعوته» لزيارة واشنطن. وهو الجنرال المُسجل في سيرته الدموية, عار حرب «الجُرف الصامد», التي جرّدها ضد قطاع غزة في السابع من تموز 2014 (بعد أقل من عامين فقط من حرب إجرامية أخرى حملت اسم «عامود السحاب» في 14/ 12/ 2012 استمرت 8 أيام), فيما استمرت/الجرف الصامد 51 يوماً, أسفرت عن استشهاد «ألفيّ» مواطن فلسطيني و11 ألف مُصاب, ومُقارفة مجازر بحق 144 عائلة.
وإذا كان مُجرم الحرب نتنياهو وزمرته الفاشية, قد انطلقوا في حملة شعواء ضد غانتس, كون الأخير لم يستشِره في قبول الدعوة الأميركية أو الإستئذان بالسفر, كما يُقضي الأعراف في دولة العدو, باعتبار رئيس الحكومة هو المُخوّل بالسماح أو عدمه لأي وزير بالسفر، فإن ما حفلت به وسائل الإعلام الصهيونية وتلك التي تسير في ركابها, ناهيك عن معظم وسائل الإعلام العربية التي رأى بعضها في ذلك بداية تفكك مجلس الحرب, الذي يضم ثلاثة جنرالات (غالانت، غانتس وايزنكوت) إضافة إلى نتنياهو وجدعون ساعر (من تحالف غانتس/معسكر الدولة)، رغم أن ذلك احتمال وإن كان منذ فترة قائماً، بعد أن اشتكى الجنرالان/غانتس وايزنكوت من أن نتنياهو لا يشركهما في اتخاذ قراراته, وبخاصة تلك المُتعلّقة بالمفاوضات حول «قضية الأسرى», فإن من المبكر «نعي» إئتلاف الفاشيين «الحكومي» الذي يرأسه نتنياهو, والذي ما يزال يُوفر له أغلبية/64 صوتاً من أصل/120 هم أعضاء كنيست العدو, ناهيك عمّا يمكن أن يشكّله العضو الثالث الأبرز في كتلة غانتس/المعسكر الوطني، ونقصد جدعون ساعر/المنشق عن الليكود والخصم اللدود لنتنياهو، برفض الاستقالة من مجلس الحرب, بل والإلتحاق بنتنياهو هو وحزبه المُسمّى تيكفا حداشا/ أمل جديد، ما يمنح رياحاً جديدة لأشرعة نتنياهو, الذي يرفض بحزم وعناد اجراء انتخابات مُبكرة, حتى مع ارتفاع موجة التظاهرات المُتزايدة التي تجري في دولة العدو, مُطالِبة بانتخابات مُبكرة. يصِفها نتنياهو بـ«ضربة للمجهود القومي, تشًلّ الحكومة وتُقسِّم الجيش, كما قال في/9 شباط الماضي,) وهي - يُضيف نتنياهو - إذا ما جرتْ خلال الحرب ستعني «الهزيمة لإسرائيل - وهذا - تابعَ/نتنياهو ـ هو حُلم السنوار ونصر الله وإيران».
هنا تبدو الحاجة ماسّة إلى معرفة «آراء» الجنرال الدموي/غانتس السياسية, وموافقة من مسألة الدولة الفلسطينية المستقلة, فضلاً عن نظرياته الأمنية المتطابقة مع نظرية نتنياهو, ومستقبل المستوطنات، ليس فقط في ما كان أعلنه عندما دخل عالم السياسة في العام/2018 بعدما خلع نبرته العسكرية, وانتهاء فترة «التبريد» التي تُقرض على جنرالات الصف الأول في جيش الفاشية الصهيونية. إذ قال غانتس بعد نجاحه في تشكيل تحالف انتخابي «ثلاثي» تحت اسم كاحول لافان/أزرق ابيض بين حزبه (حصانة إسرائيل/ حوسيهن يسرائيل, وحزب «تيلم/الحركة الوطنية, يرأسه جنرال فاشيّ آخر اسمه/موشيه يعلون، فيما كان حزب يش عتيد/يُوجد مستقبل برئاسة/يائير لبيد هو الحزب الثالث).
قال غانتس مُتفاخراً (في تسجيلات مُصوّرة) بعدد القتلى الفلسطينيين, و«الأهداف التي تم تدميرها» تحت قيادته في عدوان الجرف الصامد/2014), مُتباهياً انه قتلَ «1364» إرهابياً في القطاع المُحاصر, الذي تمت «إعادته إلى العصر الحجري». هذا ما قاله حرفياً المُجرم غانتس. ولم يأبه حين ارتكاب جرائمه, كما عندما دخل عالم السياسة باتهامات منظمات حقوق الإنسان الدولية/والأميركية/ هيومان رايتس ووتش, للدولة العنصرية بارتكاب جرائم حرب.
دخول غانتس عالم السياسة اقترن بحجم الدماء التي سفكها والدمار الذي ألحقه، كنهج صهيوني توراتي مؤسطر, ما يزال يسير عليه الآن في مجلس حرب «الإبادة والتجويع وقتل أطفال غزّة, وإعادة القطاع الفلسطيني إلى ما قبل العصر الحجري.
أين من هنا؟
من السذاجة الرهان على ما قد تمنحه واشنطن/بايدن كما لندن/ريشي سوناك, من «أوراق» سياسية تضاف إلى رصيد «الشعبية» التي تمنحها الإستطلاعات الأخيرة, لغانتس وتحالفه (معسكر الدولة), وهو الحزب/التحالف الذي نحسب انه سيتصدّع بانسحاب جدعون ساعر, كما سبق وأشرنا. ناهيك عن أن الصفة المُضللة التي يتم خلعها الآن على غانتس بأنه «وسطِي» أو «معتدل» أو على الأقل ليس من قماشة نتنياهو، سيتم «اختبارها» بعد معرفة على ما سيعلنه غانتس, إذا ما وعندما ينسحب هو وايزنكوت من مجلس الحرب, أو دائماً في ما سيقوله بعد لقائه كامالا هاريس/نائبة بايدن, وجيك سوليفان/مستشار الأمن القومي, وتحديداً في ما خصّ «اليوم التالي «لحرب الإبادة», و«شروطه» في شأن مسألة تبادل الأسرى واجتياح رفح (كان غانتس أكّد أن اجتياح رفح سيحصل, سواء تمّ التبادل أو لم يتم», مُتماهياً مع مواقف نتنياهو وحرفيّاً). دون اهمال حقيقة أن نتنياهو «لن» يستسلم بسهولة, وسيبذل قصارى جهده لشيطنة غانتس/وايزنكوت، عبر استنفار معسكر الفاشيين والحريديم وأنصار أرض إسرائيل الكاملة.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ نشر في 2024/03/04 الساعة 01:59