انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

اجتماع الفصائل الفلسطينية في 'موسكو'.. هل أصابَ نَجاحاً؟هل فشِل؟


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

اجتماع الفصائل الفلسطينية في 'موسكو'.. هل أصابَ نَجاحاً؟هل فشِل؟

محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2024/03/03 الساعة 07:00
التدقيق في مضامين النقاط الـ"9", التي وردت في البيان الختامي لاجتماع "جميع الفصائل الفلسطينية الرئيسية", على ما قال رئيس الدبلوماسية الروسية/لافروف في الكلمة الإفتتاحية للقاء "ممثلي القوى السياسية" الفلسطينية,. تعكس من بين أمور أخرى. رغم أهمية تلك النقاط وملامستها، جوهر الصراع وتطوراته ومسارات حرب الإبادة, التي يشنها جيش النازية الصهيونية بدعم أميركي مفتوح, ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة. وما يُمكن ان يترتّب عليها لاحقاً وبخاصّة على الصعيد السياسي, والخطط والمخطّطات والمساعي التي يبذلها أكثر من طرف إقليمي ودولي, ناهيك عما يُطلقه ائتلاف الفاشيين في تل أبيب, كذلك ما يتم تسريبه أميركية, في ما سيكون عليه المشهد الفلسطيني (تحديداً) في "اليوم التالي" لإنتهاء العدوان الصهيوأميركي.
نقول: النقاط التسع هذه، تؤشر – من بين أمور أخرى– ان اتفاقاً "سياسيّاً" جدّياً وواضحاً لم يحصل بين المجتمعين في موسكو، خاصّة إذا ما استدعينا مضامين "البيانات", التي كانت صدرَت عن لقاءات وحوارات فصائلية سابقة, في أكثر من بلد وعاصمة عربية منذ العام 2007, بما هو عام الإنقسام الكارثي الذي ميّز المشهد الفلسطيني بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزّة. رغم ان الظرف الفلسطيني الصعب والخطير الراهن, كان من المسؤولية الوطنية ان يفرض نفسه على المجتمعين، بعيداً عن لغة التسويف والعبارات والتصريحات الفضفاضة والمُكررة, التي تزعم الحرص على الوحدة الوطنية والتمسك بالحقوق, وكنس الإحتلال ورفض التهجير والإستيطان, وبخاصة الإعلانات غير المتطابقة بل المتضاربة التي انطوت عليها تصريحات مندوبي فتح/وحماس, حيث تحدث ممثلو الأولى/ فتح عن حكومة تكنوقراط، فيما نادى ممثلو حماس بحكومة وحدة وطنية. ناهيك عن تلك التي أطلقها ممثلو فصائل أخرى يميل بعضها الى منطق فتح, فيما يساند البعض الأخر خطاب حماس.
وإذ حمّل وزير الخارجية الروسي/ لافروف الولايات المتحدة "مسؤولية موجة عنف غير مسبوق اجتاح مؤخرا قطاع غزّة, بسب الركود الطويل في عملية التسوية في الشرق الأوسط ",بسبب محاولات الولايات المتحدة احتكار جهود الوساطة، ووقف عمل "رباعية" الوسطاء الدوليين (الولايات المتحدة,روسيا,الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة), وتقديم السياسات التي يعتبرونها ضرورية لأنفسهم, مُضيفاً (وفق النص "الرسمي" عن موقع وزارة الخارجية الروسية كما ترجمه د. زياد الزبيدي).. ان "الولايات المتحدة ـ ختمَ لافروف ـ لا تُولي اهتماماً لمصالح دول المنطقة، التي على مدى سنوات جرى تشويهها وعدم تلبيتها".
فإن الوقت حان بعد "17" عاماً من الإنقسام, الذي "مزّق" صفوف الشعب الفلسطيني, وكاد ان يودي بالمشروع الوطني، لأن يلتفت المُمسكون بـ"القضية" الى المخطّطات الخطيرة التي يستعد الأعداء ومن لفّ لفٍّهم في العالم والمنطقة, لطرحها على طاولة "المساومات/الإبتزازات"، التي ستبدأ مباشرة بعد وقف النار, بقِيَ نتنياهو أم جاء غانتس وايزنكوت، تم ترشيح بايدن رسميّاً عن الحزب الديمقراطي في أيّار الوشيك, أم تمّ استبداله بمرشح آخر, كي يواجه صاحب صفقة القرن/ترمب. عندئذً لن تفيد كثيراً النقاط التسع (على أهميتها السياسية والمعنوية) لكنها عملياً لا تُصرف في سوق المساومات, الاّ إذا اقترنت بمصالحة وطنية شاملة وحقيقية, بعيداً عن التربّص الكيدية واحتكار الوطنية والتمثيل, ودائماً في والإتّكاء على مرجعية سياسية وشعبية محدّدة, معروف العنوان ومتفق عليها منذ ستة عقود. وبغير ذلك فإن الدماء التي سُفكت والأرواح التي أُزهقت والخراب الذي حلّ والكارثة المتدحرجة التي لم تتوقّف... ستذهب هدراً.
** إستدراك:
نشر أرشيف دولة العدو الصهوني اول أمس/الجمعة، (40) وثيقة سِرية تتعلق بالمفاوضات بين إسرائيل وسورية بوساطة هنري كيسنجر/وزير الخارجية الأميركي حينذاك، حول اتفاق تبادل أسرى وفصل القوات. يأتي نشر الوثائق بمناسبة مرور (50) عاما, على زيارة مندوبي الصليب الأحمر لأسرى العدو في سورية في 1/3/1974.
بين هذه الوثائق، "برقية سِرية" بعثها سفير العدو في واشنطن/سيمحا دينيتس، في أعقاب مُحادثة "مُتوترة" مع كسينجر، بعد انضمام واشنطن إلى "تنديد" مجلس الأمن بإسرائيل, إثر غارات إسرائيلية في لبنان, ورفضها استخدام "الفيتو" ضد القرار.
نقلَ دينيتس في البرقية عن كسينجر قوله خلال المحادثة بينهما: (إنني أكثر قلقا على إسرائيل كـ"يهودي" من كوني وزير خارجية الولايات المتحدة). وأميركا هي دولة كبيرة وبإمكانها تحمل الكثير، لكن دولة إسرائيل تتعرّض للخطر, وأي خطأ قد يُكلف استمرار وجودكم. (ولن أفعل عن وعي شيئاً يُشكل خطراً على المصلحة الإسرائيلية). وإذا كانت هناك خلافات بيننا، فهذا "ليس لأنني أريد أن أصنع جميلا للعرب أو الروس, وإنما لـِ"أنني (بحق وبصدق) أؤمن أن هذا لصالح المصلحة الإسرائيلية". و"لن أسمح لنفسي أبدا بدخول التاريخ كمن سمحَ، لا قدر الله، بخراب أو ضرر لإسرائيل. وما "هي الجدوى والهدف الذي سيتبقّى في بقية حياتي؟ وكيف سأتمكن من العيش مع نفسي؟".
هل تذكرون ما "كرّره"..أنتوني بلينكن عندما هبط في تل أبيب, مُباشرة بعد طوفان الأقصى/ 7 أكتوبر؟.
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2024/03/03 الساعة 07:00