مدار الساعة- أقام اتحاد المؤرخين في تراث القبائل وأنسابها وبالتعاون مع الجامعة الهاشمية وجامعة آل البيت واتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين وأمانة عمان، والعديد من منظمات المجتمع المحلي في لواء الرصيفة اليوم الجمعة، ندوة ثقافية علمية في مقر اتحاد المؤرخين عن وادي عمان وأهميته التاريخية ضمن إطار سياحة المدينة.
وتحدث راعي الندوة الوزير الأسبق طه الهباهبه عن أهمية توثيق النشاطات الإنسانية على جانبي نهر عمان، حيث كان جاذبا للقبائل للاستقرار حوله، مشيرًا إلى أن انطلاق عمان الحديثة كان من وادي عمان.
وأشار إلى أن الدراسات أكدت أن حضارات عريقة قد تواجدت على جانبيه وخاصة سفوح الهاشمي الشمالي وسفوح ماركا الشمالية.
من جهته أكد أستاذ علم الآثار في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد وهيب، أن وادي عمان يعادل في أهميته أودية عالمية وخاصة أودية بلاد الرافدين، ووادي النيل في الحضارة المصرية.
وأشار إلى أن اكتشاف أضخم طيور العالم كان في وادي عمان، حيث كشف عن عظامه في مناجم الفوسفات ويرجع في تاريخه إلى سبعين مليون عام مضت، كما أن أضخم حضارات العصر الحجري في المشرق قد نشأت في عين غزال وما زالت آثارها خير شاهد على أولى المستقرات البشرية، حيث استمر وادي عمان كطريق لقافلة الإيلاف القرشي والتجارة الدولية وخاصة طريق الحرير.
وأكد أستاذ علم الانثربولوجيا الدكتور محمود عبد العزيز من جامعة آل البيت، بدوره، أن تاريخ وادي عمان بمكوناته الطبيعية والحضارية يمثل عنصرًا هاما في تشكيل الوادي عبر العصور، حيث استقر الإنسان الأول وأقام الأبنية والطرق والأبراج للمراقبة وقدم أنموذجا رائعا بفن هندسة العمارة.
وأشار عدد من الباحثين إلى أهمية توثيق التراث الشفوي والحكايات في وادي عمان، حيث كانت تشكل جزءا من النسيج الاجتماعي والاقتصادي، داعين إلى تطوير تراث وادي عمان وربطه مع وادي القمر ووادي الزرقاء وصولا إلى جرش الأمر الذي سيشكل وجهة سياحية هامة محلية وإقليمية تنمي اقتصاديات السياحة.
وأوصى المشاركون بضرورة الاستمرار في الاهتمام بتاريخ وادي عمان ودور الهاشميين في تطويره منذ نشأة المملكة الأردنية الهاشمية حتى يومنا الحاضر.