اصرار الاردن قيادة وشعبا على الانخراط في معركة الدفاع عن قطاع غزة، ووقف العدوان الاسرائيلي الهمجي عليه، سواء كان ذلك من خلال جهود جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على الساحتين الاقليمية و الدولية لحشد الجهد الإقليمي والدولي لإقاف حرب الابادة التي تشنها إسرائيل على القطاع، او من خلال اصرار الأردن على التصدي لحرب تجويع أبناء القطاع، بكسر الحصار عنهم، من خلال امدادهم بعناصر الصمود من غذاء ودواء ومياه وغير ذلك، عبر عمليات الإنزال الجوي المتلاحقة التي ينفذها سلاح الجو الملكي الأردني، وعبر البر، وكلها تعبير عن إستمرار انخراط الأردن في معركة الدفاع عن حقوق أبناء فلسطين وفي مقدمتها حقهم بقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كل ذلك يؤكد ان فلسطين هي معركة الامة،
وانه من الخطايا الكبرى التي ارتكبت بحق فلسطين ان بعض المتخاذلين الذي صاروا أصحاب قرار في بعض بلدان أمتنا قزموا قضية فلسطين، من قضية امة إلى قضية شعب، ثم إلى قضية فصائل متصارعة، فصار ذلك كله مبررا للتحلل من الإلتزام بتحرير فلسطين، بل وأكثر من ذلك التعامل مع غاصبها والتحالف معه، حتى ضد هذا الفصيل الفلسطيني أو ذاك، ولم يعد مستغربا اتهام المقاومة في فلسطين بالارهارب من سياسيين وأصحاب قرار في وطننا العربي.
هذا التقزيم لقضية فلسطين، لم يجد طريقه إلى ضمير سواد أبناء أمتنا، وخاصة في الاردن، فظلت فلسطين في هذا الضمير قضية امة، كحقيقة يحركها اي حدث له علاقة بفلسطين، واخر ذلك معركة طوفان الأقصى المباركة، التي جعلت جماهير الأمة قاطبة تنزل إلى الميادين هاتفة لفلسطين طالبة التطوع لنصرتها.
حقيقة ان فلسطين هي قضية امة، هي الحقيقة التي يجب ابرزها وترسيخها والبناء عليها، لأسباب كثيرة دينية وقومية ووطنية، من جهة ولأن العدوان الصهيوني الغربي يستهدفنا كأمة، فكل عربي هو في نظرهم متخلف و متوحش وحيوان لايستحق الحياة، وكل مسلم هو ارهابي، لذلك يضربوننا في فلسطين والعراق وليبيا وسوريا، وفي كل مكان، ولذلك ايضا تحجب عن قضايانا العادلة كل المواثيق والعهود الدولية، وتزدوج المعاير، فما هو حق للاوكارنيين لمقاومة الروس، هو ارهاب بالنسبة لمقاومة أبناء فلسطين في مواجهة الإرهاب والاحتلال الصهيونيين، في ابشع عملية قلب للحقائق الساطعة سطوع الشمس، لذلك ولغيره علينا أن نواجه الحرب، التي تشن علينا، خاصة في فلسطين كأمة واحدة، وان نعد الامة لهذه الحرب.