نحن على أبواب شهر فضيل شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام، أوله رحمه وأوسطه مغفره وآخره عتقٌ من النار، الشهر الذي نتمنى فيه أن يكون كل العام رمضان، هذا الشهر الذي أعز الله المسلمين به بأن جعلهم من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت خير أمة أخرجت للناس ، تقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أمة دينها لا تشوبه شائبة لا من أمامه ولا من خلفه ولا من تحته ولا من فوقه، ان أساء فيها أحدٌ منها فهو من نفسه وليس من تعاليم دينه، أمة كتابها القرآن الكريم، الذي هو كتاب الله أنزله على خير البشر وكتب أن يكون محفوظاً من أي تدليس أو تدنيس { إنّا نحن نزلنا الذكر وانّا له لحافظون } .
لو تدرك هذه الأمة قيمة نعمة الاسلام فسجدت طوال حياتها لم تعطي نعمة الله حقها .
دين الإسلام الذي جعل طريق العبد سالكاً مباشرة الى ربه بلا وسيلة او شفاعة الا اتباع منهجه وسنة نبيه والعمل الصالح {وقل ادعوني استجب لكم}. بل أدعوه يستجب لكم، دين يخاطب العقل والمنطق والقلب والعاطفة معاً، فلا صراع بينهما كصراع ابولو وديونيسيوس في الروايات الاغريقية عن الديانات الوثنية .
دين الاسلام الذي شرع فيه رب العالمين المغفرة لكل العصاة بالإستغفار والتوبة، فنشأ أتباعه في صقاع الأرض في مشارقها ومغاربها نموذجاً لكرم ونبل الاخلاق لينشروا دينهم، فمن زاغ عن تعاليم الاسلام فمن نفسه البشرية الأمارة بالسوء وليس من تعاليم دينه .
وما محاولات ضعاف النفوس من تشويه صورة الاسلام بإلصاق ظاهرة العنف والتطرف والإرهاب بديننا الحنيف إلا حقداً وتآمراً على دين وعلى فئة لم يكن في قاموسها يوماً اثارة الحروب العالمية الطاحنة ولا تهجير المواطنين الأصليين واستعبادهم، ولا جلب العبيد لاستغلالهم ورميهم في المحيطات، ولم نكن نحن من القى القنابل النووية على المواطنين العزل.
ان الاعتزاز والفخر بأننا ننتمي الى هذا الدين وهذه الأمة الإسلامية العظيمة سيبقى فينا ما دام هذا الكون عامراً بمنابر يصدح فيها الأذان ويقرأ فيها القرآن. فلا يحق للمسلم أياً كان بأن ينفصل عن دينه وهويته رغم المآسي والأحزان وتكالب قوى الظلم والظلام، فمن سيرة رسولنا العظيم وصبره على أذى المشركين وتربص الحاقدين دعوة لنا على الصبر والثبات .
فمن بعد الليل هناك نهار مشرق سيعود بل محالة، فصبراً أهل غزة إنكم أصحاب النعمة الكبرى، فطوبى لكم على صبركم وثباتكم، وطوبى لكم على جوعكم وعطشكم، ففيكم تتحقق وعود ربكم، {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}، فلكم الحياة ولهم الموت.