الرابع والعشرين من أكتوبر من العام الماضي كان نقطة فارقة في الموقف الفرنسي بعد اندفاعةٍ كبيرة في الوقوف إلى جانب الاحتلال ودعم للعملية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال، تجاه الأهل في قطاع غزَّة.
التاريخ المذكور هو وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العاصمة الأردنية عمّان الذي لقي خلاله استقبالاً باهتًا في مطار ماركا العسكري، ليكون أحد التعبيرات الدبلوماسيّة الأردنيّة الرافضة للموقف الفرنسي .
الاستقبال الباهت كان إشارة واضحة صريحة أن الأردن يرفض الموقف والتصريحات الفرنسيّة جملةً وتفصيلاً، لتكون هذه الزيارة نقطة فارقة وعلامة تحوّل في الموقف الذي بدأ يُخفف من حدة تصريحاته شيئاً فشيئاً.
من يستعرض الموقف الفرنسي يرى مدى التغيّر الجذري في التصريحات الفرنسية التي كانت تدعم العميلة العسكرية بشكل مطلق وترفض أيّ وقفٍ لإطلاق النار إلى موقف يطالب بهدنة دائمة تؤدي إلى وقف إطلاق النار والمشاركة في الإنزالات الجويّة للمساعدات الإغاثيّة التي ينفذها سلاح الجو الملكي الأردني وكان أخرها اليوم الإثنين.
الجهود الأردنية التي يقودها جلالة الملك استخدمت كافة التعبيرات السياسية والدبلوماسيّة لإحداث اختراق في المواقف الأوروبية ومنها فرنسا وفعلاً هذا ما حدث لذا نرى اليوم تغييرا ملحوظاً في المواقف ولعلّ الموقف الفرنسي الأكثر وضوحاً.