أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الوردات يكتب: واقع الحياة السياسية لدى الشباب في الاردن


عبادة الوردات

الوردات يكتب: واقع الحياة السياسية لدى الشباب في الاردن

مدار الساعة ـ
فيما يشهد الأردن من تطورات على الساحة السياسية الديمقراطية, نلاحظ ان الفكر السياسي لدى الشباب ككل اصبح يتكون شيئأ فشيئاً وسط عملية بطيئة ملحوظة بالرغم من المحاولات العديدة التي انتهجتها الدولة والمؤسسات في توعية الشباب بهذا الجانب, وهنا يكمن السؤال هل يغيب لدى الشباب الفهم الكامل للسياسة بشكلها العام, ام انه يوجد فكر سياسي لدى الشباب ولكن هذا الفكر مشوه؟
بداية نلاحظ ان عملية التوعية السياسية انقسمت بين العديد من المؤسسات, فلمؤسسات الحكومية اخذت على عاتقها التوعية بالجوانب السياسية من خلال برامج و أنشطة تعنى بالشأن السياسي, وعلى جانب المؤسسات الإعلامية نرى انها اتجهت لتعد برامج تلفزيونية مصورة تحاور بها الشباب امام الكاميرا بوجود خبرات سياسية و حزبية في الدولة, ام المؤسسات التعليمية فهي تحاول ان تدمج المصطلحات السياسية ضمن مناهجها التدريسية سواء في المدارس او الجامعات, ومؤسسات المجتمع المدني تتناول فعاليات و حملات للتوعية السياسية لدى الشباب.
لذلك نلاحظ ان مهمة التوعية الشبابية اقتسمتها عدة جهات مختلفة في الأردن, ولكن اين تكمن الفجوة بما يتعلق بهذا الامر؟
يبدو ان الدولة الأردنية تنتهج وسيلة تعتبرها سحرية تريد بها ان يكون جميع الشباب يمتلك الوعي السياسي الكافي للأنخراط في الأحزاب و العمل السياسي بشكل عام, وهذا برأيي امر يشوبه اللبس بعض الشيء, فمن غير المعقول ان يتحزب المجتمع الأردني ككل في ظرف عامين من إقرار التعديلات الدستورية وتعديلات قانوني الأحزاب والانتخاب, والسياسية ليست عصى سحرية اضرب بها فيمتلك الكل الوعي الكافي بالسياسة, ان السياسة امر يأتي بشكل تدريجي توعوي على مدى سنين طوال, خصوصاً في الحالة الأردنية التي شهدت قمع طويل للحياة السياسية والحياة الحزبية.
فنجد اليوم انه بسبب هذا الفكر المستعجل من قبل الدولة الأردنية في توعية وتنشأة الشباب سياسياً قد خلق لهم فكر سياسي و لكن هذا الفكر مشوه في مضمونه.
وفي النهاية أرى بأن الشباب قد يبتعدو عن خوض غمار الحياة السياسية بسبب التضيقات والقبضة الأمنية نحو النشطاء السياسين وهذا ملحوظ من خلال عدة قوانين تعسفية تفرض القلق على شباب المجتمع في التعبير عن رأيهم بحرية, مثل قانون الجرائم الالكترونية الذي صدر مؤخراً وقانون منع الجرائم....الخ.
و أرى ايضاً ان التجربية السياسية في الأردن لا تزال في مرحلة النضوج ولن نرى أحزاب فاعلة و نسبة اقتراع مرضية الا بعد عشر سنوات من الان, بعد إرساء الفكر السياسي لدى المهتمين به بالشكل التدريجي والصحيح.
مدار الساعة ـ