مدار الساعة - سهيل الشروش
تحت سياط الامطار، ولدغات البرد القاسية لوجهه البريء، وثقل حقيبته المدرسية، يسير محمد من منزله في منطقة أم سراب، متّجها إلى مدرسته لمسافة لا تقل عن 3 كيلو متر، فمصروفه المتواضع لا يكفي لتغطية وسيلة نقل خصوصية لنقله كل يوم إلى المدرسة والعودة به إلى منزله، ما يجعله يكتفي بالمشي على الأقدام، ذهابا وإيابا.
وتعتبر منطقة أم سراب من المناطق غير المخدومة بوسائل نقل عام في لواء بصيرا، ما يجبر قاطنيها الذين لا يملكون مركبات خاصة على السير مسافة لا تقل عن3 كيلو متر للوصول إلى الطريق الرئيسي، وذلك لملاقاة الباص العمومي.
وتقول الحاجة أم نور إنها تعاني من مرض المفاصل في ركبتيها، وبحاجة إلى زيارة الطبيب بين حين وآخر، إلا أنها تتحمل الألم لعدم قدرتها على السير من منزلها في إحدى أحياء منطقة أم سراب باتجاه الطريق الرئيسي، لا سيّما وأنها لا تستطيع توفير 3 دنانير مقابل أجرة وسيلة نقل خاصة.
وأوضح عبدالله عيال سلمان أنه يقف امام خيارين في حال احتاج الوصول إلى الطريق الرئيسي، الأول هو استئجار مركبة خاصة، والثاني هو السير على الأقدام مسافة لا تقل عن 3 كيلو مترا، مما يجعله يقف حائرا امام تأمين أبسط احتياجات منزله كالخبز والغاز.
وطالب خليل عيال سلمان بتوفير وسيلة نقل عمومية للمنطقة، وذلك للتخفيف على المرضى والعجزة وأطفال المدارس، ومساعدة المواطنين على توفير احتياجاتهم اليومية الرئيسية دون عناء وبأقل التكاليف المالية والصحية عليهم.
وتقع منطقة أم سراب في لواء بصيرا بمحافظة الطفيلة، ويقدّر عدد سكانها بحسب الأرقام الرسمية حوالي 500 نسمة، حيث تعاني نقصا في الخدمات العامة والمشروعات الخدمية والصحية، فيما لا يوجد فيها مركزا صحيا، أو محلات تجارية.
وأوضح مدير هيئة قطاع النقل في محافظة الطفيلة صالح البدور أن جميع مناطق محافظة الطفيلة مخدومة بوسائل النقل العام، حيث يتم متابعة هذه الوسائل من خلال فرق الهيئة، مشيرا أن الإلتزام يتسيّد المشهد التنظيمي فيما بينهم.
وأضاف البدور أن الهيئة تتابع كافة ملاحظات المواطنين التي ترد إليهم، ويتم تشكيل لجان متخصّصة لمتابعتها، مؤكدا على جاهزية كادر الموظفين للتحرّك إلى الميدان للمتابعة والتنظيم.
وأكد على أنه سيتم متابعة منطقة أم سراب، رغم وجود مركبتين نقل عام داخلي تخدمن المنطقة، ويتم التواصل مع سائقيها بشكل شبه دوري، وذلك لتكثيف تحركاتها داخل المنطقة وفق الإمكان.
الرأي