حسنا اذا ما كان بعض من الحالمين والمزاودين والشعبويين قد قرروا ان يزورا الحقيقة ويبتدعوا كذبة الممر التجاري من خلالنا لدولة الاحتلال من اجل تشويه مواقفنا من القضية الفلسطينية والركوب على موجتها لأجل مصالحهم الخاصة، فالحكومة ورئيسها يستندون في تكذيبها الى الحقيقة والواقع وما تراه العين المجردة وما تلتقطه عدسات الكمرات لتكذيب هذه الكذبة، فمن الاصدق ؟
عندما نتحدث عن ممر تجاري يربط ما بين دول شرق اسيا مرورا بالجزيرة العربية وصولا الى الاردن ومن ثم لدولة الاحتلال لايصال البضائع، فهذا يعني بان هناك مئات لا بل الاف الشاحنات والكونتيرات تقف يوميا على حدودنا و تمر عبر شوارعنا ومن ثم تقف على الحدود ما بيننا وبين دولة الاحتلال، وهذا ما يسهل على الجميع رصده ومشاهدته وممارسة هواية التصوير والنشر، فمن منكم قد لاحظها وهذا اولا.
ثانيا، ان البعض من مروجي هذه الكذبة استندوا في ترويج كذبتهم الى تصريحات وزيرة بدولة الكيان كانت قد صرحت بها من احد الموانئ الهندية، متناسين باننا دولة لها سيادتها التي تفرض الاملاءات التي لا تتناسب مع مواقفها ومصالحها القومية،وهنا اتساءل لماذا تكذبون الرؤية الإسرائيلية وتتهمونها بالكذب بخصوص غزة وتصدقون تصريحاتها المضللة والهادفة الى التشكيك بمواقفنا، فما هذا التناقض الغريب.
ثالثا، الاردن دولة لها مصالحها وسياستها ومواقفها ثابتة ثبوت الجبال و جريئة معلنة وليست مخفية على احد فهي في العلن كما في السر تماما، ولديها من القدرة والجراءة على اعلان موقفها في حال كان هناك ممر او لم يكن، فالدولة عميقة ولها رؤية واضحة تتحكم بها المصلحة الوطنية العليا التي لن ولم تتنازل عن قضيتها المركزية فلسطين وعاصمتها القدس، فلماذا نخفي هذا الممر اذا كان فعلا موجود ؟.
رابعا وهو الاهم، الاردن لن يتردد قيد انملة بفتح ممراته لوصول بضائع الاحتلال بحال كان هناك مصلحة فلسطينية واضحة وصريحة بذلك، فالاردن يهتم بدعم صمود اهل الضفة ودعم مقاومتهم للتهجير ولن تقبل باي شكل من الاشكال ان تجوع وان تنقطع عنها البضائع وخاصة انها تستورد 90% من بضائعها من دولة الاحتلال، وكذلك استخدامها ورقة ضغط اقتصادية لوقف ممارسات الاستيطان وتهويد المقدسات وضمان اقامة الدولة الفلسطينية.
خلاصة القول، صدقوا رئيس الوزراء بان ليس هناك ممر تجاري لايصال البضائع لدولة الاحتلال عبر دول مجاورة من خلالنا، وأن كذبتم الرئيس والرواية الحكومية،فصدقوا اذن عيونكم التي لايمكن الا وترى حجم هذه الشاحنات وهذه البضائع اذ لم يكن على حدودنا ففي شوارعنا والجميع بيده هاتف نقال وليصور ما يراه، واما ان يخلط البعض «الحابل بالنابل» واستغلال مسألة تصدير الخضار بالسابق ومن خلال بعض التجار الذين لايتجاوز عددهم 5 وتصوير شاحنات المساعدات باتجاه غزة وكانها تنقل بضائع للاحتلال لتشويه موقفنا، فهذا والله رجس من عمل الشيطان.