التحول الكبير في سياسة الادارة الاميركية الجديدة حيال قضايا المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالتمدد الاستيطاني السرطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة ونقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس، مرده بالدرجة الاولى الى اللقاء التاريخي الذي جمع جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الاميركي دونالد ترمب.
ومن الواضح ان أسلوب الاثارة ولهجة الخطاب الشعبوي التي ميزت الحملة الانتخابية لترامب بدأت تتراجع وتخف حدتها بما في ذلك تعهده بنقل السفارة الى القدس وخاصة بعد زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لواشنطن وتمكنه من إقناع أركان الادارة الاميركية بأن مثل هذه الخطوة سيكون لها ارتدادات عنيفة وعواقب جسيمة وستؤدي الى تصاعد وتيرة التطرف والعنف والمشاعر المعادية لاميركا ومصالحها في المنطقة..
وبالتأكيد فإن هذا التحول في السياسة الاميركية الخارجية سيشكل صدمة عنيفة لنتنياهو الذي كانت حكومته تراهن على أن فوز ترامب سيطلق لها العنان من أجل زيادة أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. حيث اعلنت في أعقاب تنصيب الرئيس الأميركي ترامب ، عزمها بناء 2500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، وأتبعت ذلك بخطط لبناء ثلاثة الاف وحدة إضافية.
لقد جاءت الزيارة الملكية لواشنطن في الوقت المناسب لتجسد مكانة الاردن بوسطيته واعتداله وحكمة قيادته من جهة ولتأكيد دوره الاستراتيجي في المشهد السياسي العالمي وكذلك دوره المحوري للمساهمة في ايجاد الحلول المناسبة للكثير من القضايا والتجاذبات الاقليمية.