انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف مناسبات شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

سجن صيدنايا رمز الذل العربي

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/09 الساعة 01:25
حجم الخط

أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرها الذي يتضمن توثيق بعض ما جرى ويجري في السجون السورية، وخاصة في سجن صيدنايا سيء السمعة، حيث تم إعدام ما يزيد على (13) ألف معتقل مدني خارج نطاق القضاء، وقد جرى إعدامهم سرّاً على شكل وجبات جماعية في الزنازين وفي الأقبية دون حسيب أو رقيب، وقد وثقت المنظمة عشرات الشهادات من قضاة ومحامين، وحراس وموظفين ومحتجزين سابقين، وقد جاء في التقرير أن تلك الإعدامات تمت بين عامي 2011 و2015 بحق الذين يظن أنهم معارضون للنظام السوري الحاكم بناءً على وشايات وتقارير، وتحقيقات تمت أثناء الاعتقال وإفادات دونت تحت التعذيب، وجرى التفويض بإعدامهم دون قرارات قضائية.
كانت المنظمة قد أفادت في تقرير سابق بوفاة (17) ألف معتقل في السجون السورية قي ظروف غامضة ومجهولة، وقد قضى أغلبيتهم تحت التعذيب، وقد وصفت المنظمة هذه التصفيات بأنها جرائم حرب، وقد بلغ عدد القتلى من الشعب السوري خلال الحرب الأهلية الداخلية منذ عام 2011 أكثر من (310) آلاف قتيل، وقد قالت نائبة مدير قسم البحوث في المنظمة أن ما يجري في السجون السورية عبارة عن حملة وحشية منظمة تستهدف تصفية كل أشكال المعارضة للنظام السوري.
الحديث عما يجري في السجون السورية ينبغي أن يكون بعيداً عن كل أنواع الثرثرة حول الممانعة والمقاومة، وبعيداً عن دعوى التحالف في مواجهة الصهيوينة، وبعيداً عن الحرب القذرة التي تدور حول السلطة وكرسي الحكم، وبعيداً عن كل أوصاف التطرف، ودعاوى محاربة الإرهاب، فالحديث هنا عن سجون النظام التي تحوي آلاف المعتقلين من الشعب السوري سواء كانوا معارضة أو ما يكونوا، والتي يجري فيها هدر الكرامة الآدمية، وسحق كل بقايا الإنسانية، وكل من يحاول أن يبرر هذا الفعل فقد حكم على نفسه أنه خارج الإطار البشري، لأن ما يتم داخل هذه السجون عصي على الخيال، حيث كان المعتقلون يتمنون الموت ويعتبرونه هدية في ظل التعذيب الوحشي، وفي ظل تحويل الزنازين إلى مسالخ دموية مرعبة تقشعر منها الأبدان.
إن ما جرى للإنسان العربي في بعض الأقطار العربية طوال هذه العقود من السنوات من هدر للكرامة وسحق للإنسانية، هو العامل الأقوى في التمكين للكيان الصهيوني، وهو الحارس الأمين لدولة الاحتلال واستمرارها، وسيبقى هذا النمط من إدارة الشعوب العربية هو السبب الأشد أثراً في تدمير البنية العربية وتحطيم مستقبل الأجيال، وللعلم فإن هذا الأسلوب في التعذيب ليس جديداً ولا طارئاً، فهو قديم ومتأصل في أرض العرب منذ نصف قرن، فهو قبل الربيع العربي، وقبل ظهور جماعات التطرف والعنف والإرهاب.
لكن ما هو أشد بشاعة من التعذيب والقتل والإعدامات السرية لآلاف من المعتقلين في السجون السورية وغيرها من سجون العرب؛ هو السكوت على هذه الجرائم وامتلاك القدرة على تبرير هذه الأفعال وتسويغها بأي شكل من أشكال التبرير والتسويغ اللفظي والفكري والنضالي، وأن الذين يحاولون التغطية على هذه الأفعال بحق المعتقلين هم عبارة عن قنبلة موقوتة مزروعة بيننا، يمكن أن تنفجر في أي وقت، وهي قادرة ويمكنها أن تفعل الفعل نفسه بدم بارد، وروح سادية لا يحتمل وجودها العقل والوجدان الإنساني مهما كان دينه أو مذهبه أو أيدولوجيته أو اتجاهه السياسي والفكري والنضالي.
الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/09 الساعة 01:25