عززت القيادة الأردنية، رؤيتها الملكية، تميز مؤثر حمل طبيعة علاقات المملكة مع الولايات المتحدة الأميركية خلال أكثر من سبعة عقود ونصف من الصداقة والشراكة الاستراتيجية، التي احتضنت الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية، عدا عن مجالات عديدة في التربية والبيئة والتعاون العسكري والأمني.
الملك عبدالله الثاني، قام خلال الأسبوع الماضي، بالتركيز في جولة ملكية شملت أميركا وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، على خصوصية العلاقة المتينة مع الولايات المتحدة في ظل الأحداث والظروف السياسية التي تتفاعل بعد الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة، بما وصلت إليه التطورات الخطيرة في غزة، وآليات التوصل لوقف دائم لإطلاق النار بالقطاع، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية واستدامتها، ومخاطر الأعمال العدائية التي يمارسها المستوطنون المتطرفون بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس.
هذا الموقف الملكي، وضع بصماته في الإدارة الأميركية، عدا عن التغيير والتحول في البيت الأبيض، توجتها قمة مهمة بين الملك عبدالله الثاني والرئيس بايدن، لقاءات سياسية مؤثرة مع أركان الإدارة الأميركية وأعضاء ولجان من مجلسي الشيوخ والنواب بالكونغرس.
الأردن، في هذا المنجز، يسعى لتأكيد الأدوار المتبادلة بين رؤية الملك وفكره السياسي المستند إلى إرث هاشمي، صقل علاقات الأردن الدولية، وهذا اتضح في ترحيب واهتمام وزارة الخارجية الأميركية، التي اعتبرت مناسبة مرور 75 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والأردن، نقطة تاريخية بكل أبعادها السياسية والثقافية والاقتصادية والأمنية، التي تتزامن مع الاحتفاء باليوبيل الفضي على تولي الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، والجهد الملكي في المشاركة في استقرار المنطقة والإقليم والمجتمع الدولي.
وقد كان لافتاً أن الرئيس بايدن، قال: «أن العلاقات بين الأردن وأميركا أقوى من أي وقت مضى، وأكد ذلك بالتغريدة، التي أرفقها، بايدن بفيديو من لقائه مع الملك عبدالله الثاني، والملكة رانيا العبدالله وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وركز الرئيس الأميركي، في التغريدة قائلا «في مثل هذه الأوقات، تصبح الروابط بين الدول أكثر أهمية من أي وقت مضى، وخلال زيارة الملك عبد الله الثاني، أكدنا مجددا أن العلاقة بين الولايات المتحدة والأردن أقوى من أي وقت مضى».
في البعدين السياسي والحضاري، نجحت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأميركية والمملكة الأردنية الهاشمية منذ عام 1949، وفي ذلك العام قدَّم» ويلز ستربلا»، أوراق اعتماده كأول قائم مؤقت بأعمال السفارة الأميركية في الأردن، ومنذ ذلك الحين أصبحنا بلدين شريكين وحليفين وصديقين مقربين»، كما لفت وزير الخارجية الأميركي بلينكن، الاحتفاء المشترك بين قيادة البلدين، وأن خصوصية وأهمية العلاقات كانت بمثابة شهادة على رؤية مشتركة للسلام والأمن والازدهار للمنطقة بأكملها، تكللت على مدى أكثر من 7 عقود من الشراكة، امتدت ?لاقتنا لتشمل تعزيز التنمية الاقتصادية الشاملة، ودعم الفرص للنساء والشباب وضمان الوصول المستدام إلى المياه الصالحة للشرب، ودعم العلاقات التجارية، لقد كان تعزيز تعاوننا الأمني والحفاظ على الاستقرار الإقليمي واستدامة الجهود الإنسانية، بمثابة حجر الزاوية لعلاقتنا الثنائية، وقد ازدهرت شراكتنا على مدى الـ75 عاما الماضية، بفضل الروابط المتينة بين شعبي بلدينا وقادتنا على حدٍ سواء.
وأكد أن هذا الأساس القوي سيمكننا من تعزيز قوة الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والأردن في المستقبل، و"نحن ملتزمون بدعم الأردن في سعيه لتحقيق مزيد من الازدهار والاستقرار في ظل قيادة الملك عبد الله الثاني، ونتطلع إلى تعميق علاقاتنا الأمنية والاقتصادية والثقافية والتاريخية ».
محلياً وفي الواقع العملي، يسعى الملك عبدالله الثاني إلى بلورة تحول في الإدارة الأميركية، للعمل على إيقاف الحرب على غزة وضمان موقف أميركي دولي، يدعم وضع حل نهائي لمعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، ويحقق الأمن والسلام.