أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

نسر في سماء غزة


م. مهند عباس حدادين
خبير ومحلل استراتيجي في السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا

نسر في سماء غزة

م. مهند عباس حدادين
م. مهند عباس حدادين
خبير ومحلل استراتيجي في السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
شاهد العالم الأسبوع الماضي تحليق نسر هاشمي في سماء غزة في ليلة باردة ليلقي المساعدات من مواد إغاثية وعلاجية على أهلنا في غزة, هذا النسر هو عميد آل هاشم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي خاطر بحياته في تلك الليلة دون إكتراث لما سيحل به لأن عقله وقلبه مع أهل غزة, فما أعظمها من تضحية من أجل من تُحب, وهي رسالة لكل الشعوب والقادة في العالم المحبين والمشككين, لتُنهي كل مقولة أو فكرة شوشت على الموقف الأردني بقيادته الهاشمية في ظل الدعم المتواصل بكل ما نملك من غالي ونفيس لأهلنا في فلسطين في حرب الإبادة التي تشنها عليهم إسرائيل.
لم تمضِ أيام قليلة حتى شد الملك عبد الله الثاني الرحال في رحلة خاطفة للذهاب إلى صناّع القرار في العالم الغربي لكل من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا, وذلك عندما استشعر الخطر الكبير الذي سيحل بأهلنا في غزة إذا تم إجتياح مدينة رفح, هذه المدينة المسالمة التي نزح إليها 1.3 مليون فلسطيني جُلهم من النساء والأطفال لطلب الأمن والأمان, حيث طالب جلالة الملك عبد الله الثاني من أولئك القادة بالإيقاف الفوري لهذه الحرب الهمجية التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين, وفتح جميع المعابر والممرات لإدخال المساعدات والمعونات للفلسطينيين.
ما نشاهده من تمهيد لاجتياح مدينة رفح من رئيس حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة, هو تعبير عن الفشل العسكري والسياسي على مدار الأربعة شهور ونصف الماضية, فلم تتحقق الأهداف من حربهم الإبادية على أهلنا في غزة من استرداد للمحتجزين أو القضاء على المقاومة الفلسطينية, لتتكشف بعدها حقائق هذه المرحلة والتي يريد منها الرئيس المتطرف نتنياهو إطالة أمد الحرب للهروب من وجه العدالة, ولتحقيق الهدفين التاليين: أولهما الضغط على المقاومة الفلسطينية للتنازل بسقف مفاوضاتهم في إطلاق المحتجزين الإسرائيليين, والهدف الثاني تهجير الفلسطينيين من مدينة رفح بعد حصارهم التام واستهدافهم الممنهج بالتجويع والقتل.
ما حدث في غزة هذه مهزلة تاريخية وإبادة جماعية بحق شعب أعزل لم يشهدها العالم منذ عقود طويلة، في ظل صمت عالمي, حيث فاق عدد الذين استشهدوا أو جرحوا أو فقدوا الـ 100 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال, فالبرغم من الإدانة الدولية من محكمة العدل الدولية في لاهاي, وتبدل المواقف الغربية ومناشدة المؤسسات والهيئات الدولية لإيقاف هذه الحرب, لا يزال صوت آلة الحرب العسكرية الإسرائيلية هي المسموعة في غزة.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ