انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

لبنان


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

لبنان

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ نشر في 2024/02/20 الساعة 02:24
حين تذهب للعواصم العربية, أول ما يلفت انتباهك هو المطاعم اللبنانية وحفلات راغب علامة وأليسا, وتعتقد أن لبنان صدر لعالمنا العربي الطعام والفن... حتى في «نتفلكس» أنتجوا مؤخرا فيلما خاصا عن حياة (أليسا)... وأنا بصراحة تابعته وأعجبت بشقتها وأنواع الطعام التي تأكلها, وتجربتها في المرض وعمليات التجميل... والوشاة الذين أرادوا الإطاحة بها, لكنها (أليسا) ومن يجرؤ أن يكون مثل إليسا؟
بالمقابل حين تتابع الأخبار, لا تسمع سوى (عيتا الشعب)... و(رويسات العلم) وعمليات القصف, وعمليات الإختراق بالطائرات المسيرة, والشهداء الذين تم استهدافهم بالقذائف الموجهة بالليزر.. مع ذلك كله تسير بيروت على ايقاع الحياة دون ضجر أو ملل.. وتقدم نموذج الوطن المتعدد للعالم, كنت أظن في البداية أن لبنان هو بلد طوائف, ولبنان نموذج المحاصصة... ولكن الصورة تغيرت مؤخرا لبنان هو الوتر الذي يعزف والبندقية التي تطلق رصاصها, والبحر الذي يرقص... والحب الذي يندلع على حواف القرى في الجنوب.. والشهداء الذين يختارون دربهم بمحض إرادتهم...
تستطيع الان أن تسافر لبيروت, وتأكل أشهى الطعام... وتسهر على سفح الليل وحين تعود للفندق وتسمع الجزيرة تكتشف, أن الجنوب في لبنان يغلي وأن النار التي تخرج منه تقض مضاجع إسرائيل كاملة.
اللبنانيون الان لا يشتكون لمجلس الأمن, وخطابات حكوماتهم لم تعد تتحدث عن تدخلات خارجية ولم تعد تتحدث عن سلاح المقاومة, اللبنانيون الان ليسوا بحاجة لمراجعة سفارات الدول العظمى أو الدول الحليفة للشكوى وطلب الإذن... وبيروت لم تعد تنتظر المبعوث الدولي ولا كبار الساسة في أوروبا كي يحسموا المشهد... اللبنانيون الان يجلسون في بيوتهم وإذا تمادت إسرائيل يردون لها الصفعة بعشرة أضعاف, وهم يعرفون أن أزمتهم الإقتصادية من صناعة غيرهم.. ويتذكرون التاريخ جيدا فقد كانت إسرائيل في مرحلة من مراحل الصراع (تستصغر) هذا الوطن, الان تغير المشهد.. فهي تدرك جيدا أن الورطة مع لبنان ستكلفها دما فوق الدم وأكواما من الجثث وهزيمة بشعة جدا.
الأهم من كل ذلك, أن الإعلام اللبناني لا يتحدث عن بطولات شعبه.. ولم يمجد أحدا, ولم ينتقد أحدا.. وغير مكترث للوضع العربي, هم يعرفون أن (التبولة) تعد بشكل جيد في مطاعم بيروت, بنفس الوقت الذي الذي يجهز فيه الصاروخ بشكل جيد.. هم يعرفون أن (ميشيل) يستطيع أن يصطحب خطيبته من باب بيتها.. ويتناول العشاء معها ويعود بعد ساعتين دون أن تتوقف ضحكاتهم في ذات الوقت.. يدرك أن إسرائيل إذا تمادت وتجاوزت خطوط الهدنة, يتم اصطحابها إلى جهنم ثم يعيدوها دون أن تتوقف عن البكاء..
لا أستطيع أن أسهب أكثر في الكلام, ولكن لبنان بكل أزماته شكل وطنا نموذجا في المشهد..هو يحترم ويقدر ويوضع فوق الرأس... وعلى رأي نجوى كرم لا أستطيع أن أقول للبنان سوى جملة واحدة وهي: (يخرب بيتك شو حبيتك).
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ نشر في 2024/02/20 الساعة 02:24