قد يبدو الربط غريبا بين ما انجزه المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم في الدوحة وبين ما انجزه وما ينجزه أبطال غزة، لكن القراءة المتأنية والمتأملة في أسباب ما جرى في الدوحة وما يجري في قطاع غزة تقود إلى جملة حقائق مشتركة وان اختلف الميدان والمجال.
أولى هذه الحقائق التي قادت وتقود إلى الانجاز. هي الإيمان بقضية وبهدف وبالقدرة على ترجمة هذه القضية على أرض الواقع، وكذلك تحقيق الهدف وجعله واقعا معاشا.
الحقيقة الثانية هي أن حسن الاعداد والاستعداد يقود إلى تحقيق الهدف، حتى لو كان هذا الهدف يدخل عالم المستحيل عند البعض، ومع ذلك فهاهي كوكبة من شباب الأمة في غزة تحقق المستحيل، وتمرغ أنف العدو بالتراب تفرض عليه شروط المنتصر، وتحدث تحولا استراتيجيا جذريا في مسيرة الصراع حول فلسطين، مبددة كل الأوهام التي نسجت حول قوة العدو الاسرائيلي الذي لا يقهر. فاذا هو اوهى من بيت العنكبوت.
الحقيقة الثالثة هي أن الإعداد لا يشترط له الإمكانيات الضخمة، فها هو منتخبنا الوطني لكرة القدم الاشد فقرا ينتصر على منتخبات شديدة الغنى والبذخ، وهاهم فقراء غزة يقهرون أقوى قوة مالية اقتصادية في العالم، فقط لأن فقراء الأردن وفلسطين أخذوا بالاسباب وبالاستطاعة وفق قول تعالي (واعدو مااستطعتم لهم من قوة ورباط الخيل ). فالمهم هو الاعداد وحسن توظيف الإمكانيات والقدرات المتوفرة لنا.
الحقيقة الثالثة هي تطابق الحال والامكانيات والطبائع العزائم بين أبناء الشعب الواحد على ضفتي النهر ومن العقبة إلى غزة.وقدرتهم على تحقيق المستحيل.
الحقيقة الرابعة هي أن مايقنع الناس في بلادنا ويجمعهم ويوحدهم ويرفع روحهم المعنوية هو الانجاز والإنجاز لوحده، لذلك نحن ملتفون الغالبية الساحقة من أبناء الأمة حول ابطال غزة وماينجزونه للأمة كلها.
خلاصة القول هو أن ما جرى في الدوحة وما يجري في قطاع غزة يؤكد ان المستقبل الفقراء الأمة بارادتهم. وليس الأثرياء الإنتصار والإنجاز الحقيقيين لا يشترى اي منهما بالمال.