مدار الساعة - كتب: المحامي بشير المومني
في العام 1994 وفي خضم الترتيبات النهائية لحفل توقيع معاهدة السلام في وادي عربة مع إسرائيل فوجئ الأردن بطلب خاص من الجانب الإسرائيلي مفاده (المصافحة بين المحاربين القدامى) إعلاناً عن انتهاء حقبة الحرب وبداية حقبة السلام ..
رحب الأردن بمقترح الجانب الإسرائيلي الذي طلب منا وبالاسم حابس المجالي تحديداً لما يمثله من رمزية عسكرية وتاريخ وهوية وكيف لا وهو الذي أطلق عليه العدو إبان الحرب لقب (الاسد الرابض) وهو الذي أسر أعظم جنرال في تاريخ إسرائيل أسد الله السهلي أو بالعبرية (أرئيل شارون) في حروبنا عام 1948 ..
يتحرك موكب الأمير الحسن أطال الله في عمره بأوامر من المغفور له بإذن الله تعالى أسطورة القرن وسيد العرب الملك الحسين بن طلال رحمه الله تعالى نحو منطقة الغور لابلاغ حابس شخصياً بالموضوع حيث وردت المعلومات عن مكان تواجده هناك ..
التقى سمو الأمير الحسن بحابس رحمه الله تعالى وأبلغه رغبة جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه فأطرق هنينه ورفع رأسه وقال (رغبة مولاي جلالة سيدنا أوامر وانا عسكري وجندي من جنود أبو عبدالله وتحت الأمر.. لكن يا سيدي وش اقول لعلي ومفلح وسطام وعبدالله و ..)
فسأله سمو الأمير الحسن (مين هذول يا باشا؟!) فأجاب حابس رحمه الله تعالى (زملائي بالكتيبة اللي استشهدوا يا سيدي ..) وبكى حابس .. وبكى الأمير الحسن واحتضنا بعضهما البعض وتقرر إلغاء الفقرة من حفل التوقيع ..
ما عشت لاسمع أو اقرأ يوماً تصريحاً صادراً من مصدر مجهول مطلع يزعم زوراً وبهتاناً على قواتنا المسلحة أنها تؤجر طائراتها المقاتلة لنقل الفنانة أحلام من حفل مهرجان جرش للبترا بأجر ..
كل ذرة في بدني تنتفض وكل مشاعري تهتز وقلبي ينخلع وعقلي لا يستوعب وكل جزء من ذكريات وطن ناضلنا من أجله وقاتلنا في سبيله يتم استدعاؤها بأدق التفاصيل وهي ترفض هذه الفرية على الجيش وبكل ما أوتيت من قوة ساصعد على رأس جبل لأصيح مستدعياً حابس..
وما بين حفل حابس وحفل أحلام ما يستدعي اليوم التوقف ..