رغم قوة بلاده وجبروته وهيمنته على العالم ، الا انه وقف بجانب الملك عبدالله الثاني بن الحسين على منصة الحديث في البيت الابيض امس كالذليل ، معبرا عن شعوره الكاذب بالذنب من خلال الايماء براسه كدليل على موافقته على كلام جلالته .
إنه لخطاب ملكي جرئ جدا ، واضح المعالم والمقاصد ، فريد في طريقة واسلوب طرحه ، إنها وقفة زعيم شجاع امام وحوش برية تحتاج الى زمن طويل للوصول الى معنى الانسانية والى ما يسمى ب الديمقراطية وحقوق الانسان والطفل والمرأة والبيئة والعيش المشترك .
وليس من الغريب ان يثير هذا الخطاب الانساني والصريح والواقعي ردود فعل امريكية على المستويين الشعبي والرسمي ، كيف لا وجلالته ملك ابن ملك بن ملك بن ملك بن شريف ، ولديه من الخبرات السياسية ما يكفي للحديث وإقناع الند بما يقول ، ناهيك عن لغته التي طالما ابهرت اصحاب اللغة الأصليين ، كما هي لغة والده المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه ، التي كان يدخل من خلالها الى قلوب اصحاب اللغة ويحقق الكثير من المكاسب من خلال الود الناتج عن طلاقة اللسان .
لقد وصلت الرسالة الملكية بكل مضامينها ، لتقول للامريكيين بشكل واضح وعلني ، ووجه لوجه دون مساومة او تمثيل ، اننا غير راضون في الاردن عما حدث وعما يحدث ، وان هذا كله يتنافى مع ما ينادون به ، وان وقف اطلاق النار وادخال المساعدات لغزة وضرورة العودة لدعم الاونوروا اصبح امرا مطلوبا من الآن .
لقد كانت وقفة جلالته وقفة استثنائية بين وقفات القادة العرب الذين لم نسمع اصواتهم ، ولم تسجل لهم وقفات ، لعلها تحرك ساكنا لديهم طالما رفضته وانتقدته الشعوب العربية الشريفة .