وهنا أجدني أسطر هذه الشهادة بحق هؤلاء الرجال؛ مدفوعا بالاعجاب والاعتزاز والزهو بهذا الحي الذي ما كان يوما الا تعبيرا صادقا عن ضمير الامة واوجاعها.
في حي الطفايلة الذي كان وسيبقى نبضا صادقا ومعبرا عن وجدان الشارع الاردني؛ تفاعل لا ينقطع مع الشأن العام ومع اوجاع الناس وهمومهم.
فالآلاف من الشباب الذين آمنوا بربهم وتحلوا بأخلاق العقيدة واخلصوا لوطنهم وصدقوا أهلهم وشعبهم الاردني وأمتهم لم يكتفوا بالولولة والندب والاحتجاج على ما يتعرض له اهلنا في غزة من قتل وابادة وتدمير ممنهج في محاولة لمحو الوجود الفلسطيني واخلاء الارض من الفكر والسلاح وروح المقاومة والانسان.
في هذا الحي، الذي اخذ الشباب على عاتقهم ألا يكتفوا بالغضب واللوم والحزن فبادروا الى المزج بين التضامن والنصرة واقرنوا القول والهتاف بالعمل على حشد ما ينفع اخوتهم الصامدين في غزة الإباء فنظموا صفوفهم ودعوا أهلهم ليعبروا عن إسناد الاهل بما تجود به انفسهم مهما صغر وبحثوا عن الطرق التي تمكنهم من إيصال التبرعات الى محتاجيها.
حتى اليوم ومنذ ان أعلن العدو الحصار على غزة العزة نجح ابناء الحي ولجانه في التواصل مع بعض جمعيات الإغاثة العالمية ونسقوا معها لتأمين إيصال المواد والمستلزمات التي قاموا على جمعها وشرائها وتحضيرها ..
بجهود النساء والأطفال والرجال استطاع أهالي الحي ان يجمعوا في الأيام الأولى ما يكفي لشراء عدد من سيارات الإسعاف التي وصلت إلى القطاع وباشرت عملها واسهموا في تشغيل محطات تنقية وتزويد الماء الصالح للشرب لعشرات الآلاف من الغزيين.
واسبوع بعد اسبوع توالت حملات التبرع وجهود المناصرة والاسناد حتى اصبح الحي عنوانا من عناوين النصرة لأهلنا الشرفاء في غزة العزة وليقدم حي الطفايلة نموذجا من نماذج العمل الخيري للاغاثة في زمن الحروب والازمات وليقول لأهلنا في الاردن الغالي ان بامكاننا تنظيم جهودنا والوقوف الى جانب اهلنا غير آبهين بالعراقيل والعقبات التي يضعها أعداء الامة ومن يدورون في فلكه...
تحية للأخوة وأبناء العمومة على هذا العمل الرائع.. وشكرا لكل الذين وضعوا أموالهم في مسارات تعاطفهم وخرجوا من دائرة اللافعل الى ما ينفع الناس في هذا الزمن الصعب.