مدار الساعة - كتب: المستشار الدكتور انور العتوم - بين الحين والآخر يخرج علينا معالي رئيس الجامعة الاردنية الاستاذ الدكتور نذير عبيدات بأفكار من شأنها إحراز تقدم كبير في العملية التعليمية في الجامعة الاردنية ، سواء على الصعيد التعليمي او الاداري او الفني ، او على صعيد الابتعاث او تحسين اوضاع القاعات التدريسية او البنية التحتية بشكل عام في الجامعة .
وبالأمس ، فأجأ الرئيس عبيدات اهالي الطلبة بمفاجئة اثلجت صدورهم ، حينما اصدر قرارا وطنيا جريئا بتأجيل رسوم الطلبة المتقدمين لمنح في الفصل الثاني لحين حصولهم على المنح ، بقصد التسهيل على اهالي الطلبة ايمانا منه بضرورة مساعدة الطلبة المعسرة احوالهم ، حيث كان مئات الطلبة ، لا بل الالاف غير قادرين على دفع الرسوم ، مما يعني تأجيل دراستهم للفصل الثاني ، وبالتالي شعورهم وأهاليهم بالاحباط ، وإضاعة فرص كبيرة عليهم في اطار سعيهم السريع للتخرج من الجامعة .
إن ما قام به الرئيس عبيدات ينم عن حكمة فائقة وعن شعور كبير مع اوضاع الطلبة والأهالي ، كشعور الأب مع ابنائه ، ويدلل على انتماء هذا الرجل لبلده وأهله ومليكه ، كما يدلل على استشعاره بحاجات الطلبة ، وعلى قوته في اتخاذ القرار .
وواقع الحال ، فقد تجاوزت وطغت حكمة وجرأة الرئيس عبيدات على الكثير من العوائق الموجودة كأمر واقع ، ابرزها ما يلي :
- حاجة الجامعة للمال لاستكمال مشاريع قائمة ومستقبلية في ضوء عملية التطوير في كافة المجالات .
- أجراءات وزارة التعليم العالي التي ادت الى تأخير إصدار نتائج المنح للفصل القادم ، وان دل هذا على شي ، فإنما يدل على خروج الرئيس عبيدات عن حالات النمطية في التكيف مع قرارات الدائرة الأوسع للجامعة وهي وزارة التعليم العالي ، وخلق الحلول المناسبة لقضايا الطلبة ولو على حساب امور اخرى .
وكواطن اردني ، فإنني احيي من هذا المنبر رجل الدولة المحنك معالي الدكتور نذير عبيدات على هذا القرار ، مثلما احيي كل مسؤول اردني جرئ ، مخلص ، صاحب قرار ، بعيد عن النمطية والاعتيادية ، مبتكر للحلول ، متعاون مع الناس .
والله ولي التوفيق .