مدار الساعة - شهد المريخ نشاطا تكتونيا وبركانيا كبيرا في تاريخه الجيولوجي المبكر، وفقا لأدلة عثر عليها العلماء في نصف الكرة الجنوبي للكوكب الأحمر.
ويعتقد العلماء أن المناظر الطبيعية الغريبة في نصف الكرة الجنوبي للمريخ كانت نشطة بركانيا قبل 4 مليارات سنة، ولها خصائص غريبة تميزها عن بقية المناطق.
وتشكلت منطقة إيريدانيا، الواقعة في نصف الكرة الجنوبي للكوكب، من التغيرات التي حدثت في قشرة المريخ والتي ربما سمحت للمياه بالاختلاط بالمعادن الغنية لخلق بيئة مناسبة لازدهار الحياة.
ومن المرجح أن يؤثر هذا الاكتشاف على عملية البحث عن علامات الحياة القديمة على المريخ والتي تجريها حاليا مركبات كيوريوسيتي وبرسفيرنس التابعة لناسا.
وقام فريق من علماء الكواكب بفحص المرتفعات الجنوبية المعروفة باسم منطقة إيريدانيا باستخدام بيانات من Mars Global Surveyor وMars Odyssey وMars Reconnaissance.
وأدت البيانات الهائلة إلى اكتشاف ما يصل إلى 63 هيكلا بركانيا جديدا في منطقة إريدانيا.
ووفقا للعلماء، يبدو أن التكوينات قد تشكلت نتيجة للتغيرات التي حدثت تحت قشرة المريخ.
وقد صنف علماء الكواكب هذه التكوينات إلى أربع فئات: القباب البركانية، والبراكين الطبقية، ودروع الحمم البركانية، ومجمعات كالديرا.
وكشفت دراسة منطقة إيريدانيا على المريخ عن دليل على وجود نشاط تكتوني حدث منذ نحو 3.5 مليار سنة.
ووجد العلماء أدلة على إعادة تدوير القشرة، وهي عملية تخضع فيها الطبقة الخارجية للكوكب، أو القشرة، لتغيرات ديناميكية.
وترجع عملية إعادة تدوير القشرة الأرضية على الأرض إلى تكتونية الصفائح، والتي تحدث عندما تغوص إحدى الصفائح التكتونية تحت أخرى.
ويقوم هذا النشاط بإعادة تدوير المواد السطحية إلى الوشاح الذي يقع بين قشرة الأرض ونواتها المنصهرة.
ويعتقد أن إعادة تدوير القشرة الأرضية على المريخ قد نتجت عن "التكتونيات العمودية"، والتي تتضمن تغيرات في الأرض إلى الأعلى تؤدي إلى الارتفاع والهبوط.
ويعد التاريخ الجيولوجي لمنطقة إريدانيا مثيرا للاهتمام بشكل خاص لأنه يسلط الضوء على ماضي المريخ وإمكانية وجود آليات مماثلة لتلك التي تسببت في حركة الصفائح التكتونية على الأرض.
ويشير العلماء إلى أن المصادر البركانية بجوار المياه الوفيرة ربما تكون قد غذت الأنظمة الحرارية المائية التي كان من الممكن أن تغذي الحياة. ولذلك، تمنح هذه النتائج للعلماء عددا أكبر من الأماكن التي يمكن البحث فيها عن دليل على وجود الحياة، حيث أنه على الأرض، ظهرت الكائنات الحية حول الفتحات الحرارية المائية المسامية في المواقع التي تتسرب فيها مياه البحر الساخنة المحملة بالمعادن من الصدوع في قشرة المحيط.