نعم إنها كلمة بسيطة يرددها اللسان ببساطة،تعبيرا عن حدث
أو موقف فيه شيئ من الخطأ العمد أو العفوية،تقال اتساعا بالآخرين امتصاصا لحقن الشر.
ولكنها أحيانا تأتي تعبيرا يدل على الإستغراب او الإستهجان
في مواقف تتطلب اتخاذ قرار حازم للحد من خطورة الموقف أو الحدث،ووضع حد للمعتدي والمفتري على الغير.
وهذه الكلمة البسيطة تذكرني
(بفيلمون وهبي)المغني اللبناني الشعبي عبَّر بها بأحد مشاهده
الفكاهية للجوقة التي تشاركه في المشهد.
فقد كانت الجوقة توجه إليه
بعض الكلمات عندما كان يقرأ بعضا من الأخبار المرصوصة ببلاهة دون معرفة منه بمعناها فتقول له الجوقة:
خربوا لك بيتك،فيرد ضاحكا: بسيطه،وتلح الجوقة: سرقوا غنماتك،فيقهقه،هااا بسيطه.
وبعد أن يصاب بالضجر من أسئلة الجوقة،يقول بأسلوبه الساخر:
اسمعوا...يردون:اسمعنا،فيقول:
جحا قال هالموال:خربت.عمرت.
حادت عن ضهري بسيطه.
معنى هذا أن كل ما يحدث ما
دام أنه لا يمس بدني مباشرة
فإنه لا يعنيني،أو هو أمر هين بسيط لا يستحق كل الإهتمام .
فعالم فيلمون في هذا المشهد الساخر ضيق،ولكنه لا يقل ضيقا
عن عالمنا الحقيقي الذي يعيشه
وطننا العربي منذ عقود طويلة.
وهذا الضيق ينتابنا بقسوة في
هذه الأيام ونحن نتابع الأخبار وما تكتبه الصحافة من أقوال وتحليلات عما يحدث في غزة، ولكننا لا نجد منها إجابة شافية فهو فوق الخيال ولا يصدق ما فيه من وحشية،والعالم يقف مشدوها مصدوما منه،وعندها ليس لنا حيلة سوى أن نقول (بسيطه).
فما يجري على الساحة العربية
عامة،وبفلسطين السليبة وغزة
الدامية خاصة،تطرح كثيرا من الأسئلة حول ما يجري من هدم وخراب وقتل وتشريد وإبادة لشعب بحاله.
ومع ذلك فإنك لا تجد جوابا شافيا عن تقاعس القريب عن قريبه،وهو يعلم كل العلم بأن ما يحدث يعني الجميع بما يلحقه من أضرار،وعنده الخبر اليقين وبأن ذلك يجري بالدور،
كما يقول المثل:(أكلت يوم أكل الثور الأبيض).
فالغالبية أدارت ضهرها ولا تنبس ببنت شفة لا من قريب و لا من بعيد وكأن الأمر لا يعنيه
وجميعهم يعرف بأن العدو يسير
وفق مخططات وبروتوكولات مرسومة لمطامعهم في بلاد
العرب ويسير لتحقيقها بالدور.
فما يجري في غزة بطولات، تضحيات،يسطرهارجال(صدقوا
ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
نعم إنهم فئة قليلة العدد
والعدة،آمنت بالله وبقضائه
وقدره،وها هي تجود بأرواحها دفاعا عن وطنها وحقها السليب وذودا عن شرف خير أمة
أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر،(كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين).
لا نملك لفلسطين ولغزة المعزة
المفخرة،إلا أن ندعو الله تعالى بأن ينصرهم على أعدائهم،وأن
يمدهم بجنود لا يروها،ويجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة
الله هي العليا،وأن يجعل تدمير
الأعداء في تدبيرهم والله على
كل شيء قدير.
(والله المستعان).