في كرة القدم هناك غالب ومغلوب تحكمهم المنافسة والروح الرياضية، فما بالك اذا ما كانت المنافسة ما بين اشقاء يتنافسون بالأصل على حب بعضهم البعض ويتعاضدون على مواجهة التحديات وحمل هموم الامه.
غير ان هناك بعضا ممن لا تروق لهم هذه الأخوة او لا يعلمون حجم العلاقة ومتانة جذورها، فراحوا يقذفون سمومهم وهرطقاتهم عبر الفضاء الأسود.
وقبل ان أغوص في الكلمات؛ لا بد من طي هذه الصفحة للأبد.
انا شخصيا ممن عملوا في الدوحة ولمست حبا كبيرا من القطريين "قيادة وشعبا" للأردنيين، ولهذا تجد ان اكبر الجاليات العربية في الشقيقة قطر اردنية وتحظى باحترام وتقدير لا حدود لهما ولمستهما بنفسي ولم يقل لي عنهما أحد.
علاقتنا تسمو على هذه التفاهات والهرطقات والتطرف بين مشجعين سواء في المدرجات او بالسوشال ميديا او عبر الاعلام الاصفر بالعامية"الرداح" ومن الطرفين للاسف؛ دون أن نغفل طرفا ثالثا يصب الزيت على النار ولا يريد لهذه العلاقة ان تكون بخير.
العلاقات بين قطر والمملكة الأردنية الهاشمية ليست طارئة فهي متجذرة منذ عشرات السنوات وتتعمق يوما وراء يوم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، بدليل التنسيق السياسي والزيارات الملكية والاميرية المتبادلة بالاضافة لحجم الاستثمارات القطرية واعداد العاملين الاردنيين بقطر ،وتبادل الخبرات بمختلف المجالات الامنية والادارية واقامة المعارض والمنتديات والمؤتمرات، والاهم التنسيق الدائم للتصدي لكافة المخاطر والقضايا العربية والقومية وعلى راسها القضية الفلسطينية.
المعركة التي تخوضها الدولتان على المستوى العالمي لوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات الإغاثية إلى القطاع دليل قاطع على عمق العلاقات وبشكل يعكس مدى التناغم بين القيادتين بالبلدين وتحديدا في المواقف ذات الصلة والبعد العربي والإسلامي؛ وهي علاقات قائمة على الاحترام والتقدير المتبادل لأجندة الدولتين ومصالحهما ورؤيتهما في كثير من الملفات.
خلاصة القول، ان العلاقات الاردنية القطرية تسمو عن هرطقات ومناوشات مشجعين هنا وهناك؛ تستغل الفضاء الالكتروني وتحديدا بعض المتصيدين لاي تعليق او اشارة وتحريف بعض التصريحات واخراجها عن مضمونها، فالفوز بالقب الاسيوي عربي خالص بطلا ووصيفا، ولهذا وجب علينا أن نشكر دولة قطر التي وفرت البيئة الحاضنة لجماهيرنا التي ساندت منتخبنا طيلة البطولة هناك وتحديدا الجاليه الاردنية التي تعشق الاردن كما تحب قطر.