هاهو يغادرنا الى دار الخلود زميل اخر من زملاء رسالة الصحافة في زمن ازدهارها، يوم كانت الصحافة لدى معظم العاملين فيها رسالة، لأنهم في معظمهم كانوا أصحاب رأي وموقف وانتماء سياسي، يخوضوون بشراسة معارك وطنهم،و يصنعون لبلدهم رأيا عاما قادرا على الفعل والتأثير.لان الصحافة كانت محصنة إلى درجة كبيرة من الأرتزاق، ولم يكن احد يجرؤ على الإعلان عن نفسه بانه صحفي اذا لم يكن عضوا مسجلا في نقابة الصحفيين، التي كان دون عضويتها خرق القتاد من الشروط القانونية والعلمية والتدريبات المهنية، والمدد الزمنية، وهي شروط كان زميلنا الراحل فايز حمدان (ابو الفهد)من اشد انصارها والمدافعين عنها،لأنه كان اصلا من فرسانها، خاصة ايام انتخابات دورات مجالسها، التي خاضها أكثر من مرة وفاز فيها غير مرة، وقد كان من اوائل المرشحين لعضوية مجلس نقابة الصحفيين الذين يخوضون انتخاباتها على اساس برنامج انتخابي مكتوب معلن، وكان من أهم بنود هذا البرنامج حماية الصحافة من ان تكون (مهنة من لامهنة له) .
عرفت الزميل ابا الفهد في أكثر من موقع فعلاوة على الحملات الانتخابية لمجالس نقابة الصحفيين حيث كان الراحل فايز حمدان من نشطاء هذه الانتخابات وممن المميزين في إدارتها، فقد تعاون معنا في جريدة اللواء، حيث كان من المحسوبين على الصحافة الأسبوعية التي كانت تضم كبارا في المهنة كحسن التل وعبد الحفيظ محمد وعرفات حجازي وياسر حجازي وعدنان صباغ رحمهم الله جميعا، بالإضافة إلى غيرهم ممن صنعوا للصحافة الأردنية تاريخا. وقد سعى الراحل في فايز حمدان الى اصدار أو المشاركة في اصدار أكثر من دورية أسبوعية منها (مجلة الاثنين) و(ناس برس) و(الناشر) . وكلها محاولات تعبر عن عشقه للعمل الصحفي من جهه،
و عن روح التحدي والإصرار لديه من جهة اخرى.
كما تزاملت مع الراحل فايز حمدان في دائرة الإعلام التنموي، عندما
عندما كانت الحكومات تؤمن بالدور التنموي للاعلام، فأنشأت دائرة مستقلة لهذا الهدف، كانت تنتج موادا اعلامية مرئية ومسموعة ومقرؤة من بينها مجلة متخصصه هي مجلة (التنمبة) التي كان لي شرف رأسة تحريرها لسنوات، حيث كانت تلتقي على صفحاتها كوكبة من الأقلام المتخصصة كل في مجاله. وكان المرحوم عدنان ابو عودة من اشد المتحمسين لدائرة الإعلام التنموي والداعمين لها، وهو الذي اختارني لها، وقد كان من بين مهامها أعداد وتدريب الإعلاميين على أيدي مدربين دوليين كانت منظمة الأمم المتحدة للتربية و الثقافة والعلوم (اليونسكو) تمدنا بالكثيرين منهم، وفق شروطنا واحتياحاتنا، وكان المرحوم فايز حمدان من العاملين النشطين في دائرة الإعلام التنموي، وكان يشترك مع المرحوم سالم علي ذياب بإعداد وتقديم برنامج يحمل اسم (وطن ومواطن) يجوبان فيه ربوع المملكة مدنها وقراها لابراز الانجازات، وتسليط الضوء على المعوقات لمتابعتها مع المسؤولين.
في كل المواقع التي عرفت فيها فايز حمدان كان حكاء مقنعا مع ابتسامة من النادر ان تراه بدونها، رحمه الله.