مدار الساعة - صادف قبل أيام الذكرى الخامسة والعشرين لوفاة الرئيس الأسبق للسلطة القضائية، المرحوم القاضي موسى الساكت، الذي خدم القضاء لخمسين عاماً، أدى خلالها واجبه في خدمة الوطن وخدمة الحق والعدالة على أفضل وجه، شهد له بالنزاهة والأمانة؛ واعتبر أحد أعمدة الثقة الكبيرة بالقضاء الأردني، حيث حرص الساكت على ترسيخ استقلالية القضاء، ونزاهة وعدالة أحكام المحاكم، وتكريس سيادة القانون، في إرساء العدل والمساواة بين المواطنين في المسؤوليات والحقوق، وبحق المواطن في الحصول على عدالة ناجزة وحياة كريمة.
إن العدل والفكر والضمير والواجب والإيمان بالحرية كلها قيم ومفاهيم آمن بها، وتجسدت في المرحوم القاضي موسى الساكت، وأن الحديث في ذكراه مناسبة للتذكير برجالات القانون الأردني الذين أفنوا حياتهم في خدمة وطنهم والعدالة وأبواب الحق، وأن يكون الساكت ورفاقه من رجال القانون والحق قدوة للجميع، وحيث ارتبط اسم المرحوم القاضي موسى الساكت بالعدل، وارتبط معنى فضيلة العدل باسمه، فغدا كل منهما عنواناً للآخر.
ولقد كان المرحوم القاضي موسى الساكت ضميراً وطنياً صادقاً أحب وطنه الأردن، وأخلص لفلسطين وديار العروبة، وكان يتحدث بألم واستنكار عن الظلم الذي لحق بشعب فلسطين وبحقوقه المشروعة على يد قوى الشر والعدوان والاحتلال.
ولقد كان يؤكد بأن الأمة التي تكون لها كرامة عند نفسها ينبغي أن تعنى بقضائها العناية الفائقة، وأن تحافظ على استقلاله؛ ولهذا فإن الخدمة التي يؤديها القضاة تعتبر من أهم الخدمات العامة إن لم تكن أقدسها، فهي تطبع النفوس على احترام الحق، وهي بلا ريب من دعائم النظام الاجتماعي بأسره، كما وأن العناية اللائقة بالمحاماة تؤمن قيام المحامين أيضاً بواجبهم في الدفاع عن الحق.
إن خدمة المرحوم القاضي موسى الساكت القضائية لنصف قرن وتحمله لرسالة القضاء، وبذل الجهود لأدائها، والتزامه بمتطلباتها ومبادئها، وإحساسه بواجب خدمة الوطن، فإنها تجعله دائما خليقاً وأهلاً للذكرى الطيبة ولصادق الوفاء والتكريم من الدولة والناس، حيث ما زال ذكره حيا كلما جاء ذكر الحق والعدالة ورجال القانون، الإشادات من رجال القانون والقضاء هي الوسام الدائم على حسن المسيرة والسريرة.