في مشهد مهيب دشن جلالة الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة بزيه العسكري، المقر الجديد للقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، والذي يتزامن مع عيد ميلاد جلالته (62) الميمون ليتجدد الإيمان والعزيمة في مواصلة مسيرة التحديث والتطوير. وقد عبر جلالته عن فخره واعتزازه بمنتسبي القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وتقديره لتضحياتهم وبطولاتهم في الدفاع عن الوطن.
والمقر الجديد جاء بمثابة هيكلة حديثة للقوات المسلحة الاردنية لزيادة الفاعلية وقوة النار ولتواكب القوات المسلحة الاردنية التطورات العالمية في مجال السلاح والتكنولوجيا العسكرية، بحسب التطور والتغيير المستمر في طبيعة التهديدات التي تواجهنا ، ومعها يجب استحداث تغيير في نمط التصدي لهذه التهديدات ، والاردن كبلد ما غاب عن مواجهة التحديات وخاصة الارهاب بكل اشكالها خاصة منذ احداث حرب فلسطين عام 1948 فانه يتوجه لتطوير منظومته للتكيف مع التهديدات وزيادة قوة وفاعلية النار. وليؤكد استمرارية التحديث بإطار استراتيجية قواتنا الباسلة في التطوير والتحديث الشامل لقدرات القوات المسلحة ، وبما يمكنها من مواصلة دورها المقدس في حماية الوطن بأعلى درجات الكفاءة والاقتدار، ومن خلاله إدارة المجابهة الشاملة لكل ما يحدق بالوطن من مؤمرات ، وترسيخا لانتصارات الاردن الكاملة في حربه ضد الإرهاب والجماعات الضلالية ومواصلة بذل أقصى الجهد من أجل الأردن وتأمين الشعب الاردني وتباعا لما حققه جيشان المصطفوي من إنجازات كبيرة على الصعدين الوطني والخارجي وتتجسد فيها وطنيتهم ابنائه واستعدادهم للتضحية بأرواحهم من أجل الوطن. والأردنيون يثقون في قدرة قواتهم المسلحة بقيادتها الهاشمية على حماية بلدهم والقضاء على جميع مظاهر الاعتداء؛ وبمن يحاول ترويع المواطنين أو إرهابهم ، وهي تاكيد ايضا ثقتنا الكاملة في انتصار الاردن الكامل في حربه الشريفة ضد الإرهاب الآثم ، الذي آن أوان خروجه من الاردن ورده عن حدوده .
وهذا دليل ان عملية التنمية الشاملة في الاردن متواصلة كابر عن كابر والذي حمل لوائها السواعد الاردنية بقيادتهم الهاشمية التاريخية منذ فجر التاريخ بتاسسيس ممكلكتهم الحبيبة وهي مستمرة حتى يومنا هذا بفضل الله ويقظة ابنائه وانتمائهم وولائهم لثرى الاردن وللقيادة الهاشمية التي يحمل لوائها جلالة الملك . إن تكلفة تنمية وتطوير الاردن وحماية امنه في ظل الازمات والحروب المتصاعدة وتضارب المصالح وتداخل القوى على حدوده لثنيه عن مبادئه وصده عن رسالته تصل إلى رقم ضخم يستلزم تكاتف كل الاردنيين من أجل المساهمة في توفيره ودعمه ومساندته بقظة واقتدار ومسؤولية ، وكعادة الاردنيين المودعين اراواحهم لصندوق "يحيا الاردن ".
ويعتز الاردنيون بأن هذا الوطن نشأ وتأسس على رسالة الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي لتحرير الأمة وتحقيق استقلالها وتوحيدها ، ليبقى هذا البلد بعون الله، الأردن العربي المسلم ، المنتمي لأمته العربية والإسلامية، والحريص على النهوض بواجبه القومي والعالمي والديني تجاه كل القضايا العربية والإسلامية، ولن يقبل تحت أي ظرف من الظروف أن تنحني هاماته الا لله سبحانه وتعالى ولا على حساب مبادئه وثوابته العربية والإسلامية والانسانية ، وما انتساب هذا الوطن إلى الثورة العربية، وقيادته إلى الدوحة النـبوية الشريفة لا تاكيدا لـتصدىه للدفـاع عـن الإسلام والعـرب والمسلمين.