اربعة شهور ثقيلة مرهقة مزعجة عاشتها المملكة"انسانيا واقتصاديا وسياسيا"جراء العدوان على قطاع غزة وما شهدناه من جرائم ترتكب ضد اهلنا هناك، لتأتي رسالة من الدوحة مسطرة بعزيمة فرساننا تحمل بطياتها فرحا ممزوجا بالفخر والعزة ومجسدة بالوحدة الوطنية والالتفاف حول العلم و قيادتنا بأي وقت ومحفل، فماذا جسد نشامى المنتخب وجمهورنا هناك؟.
24 لاعبا من مختلف محافظات وقرى ومخيمات الاردن رفعوا رايتنا وجابوا بها سماء قارة اسيا ليزرعوا الفرحة بقلوب ملايين الاردنيين والعرب، ويجسدون اسمى معاني الوحدة الوطنية والتضامن مع الاشقاء في فلسطين بالهتاف والنصرة وفي وقت نحن بأمس الحاجة فيه للفرح وزرع الامل، مؤكدين على اننا مستمرون بوضع بصماتنا اينما حلننا وبمختلف القطاعات رياضيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا.
رسائل كثيرة حملتها قمة اسيا التي تقام في عاصمة الحب والسلام الدوحة وتؤكد على مؤكد بأن الاردن اولا محبوب جميع العرب، فما شهدناه من حضور جماهري بجميع المباريات التي خاضها منتخبنا أكدت الغيرة والشهامة والوفاء من الجماهير الاردنية في كافة انحاء العالم الذين جسدوا اسمى معاني الحب والوفاء للوطن وقيادته، والاهم ما شاهدناه من حب وصدق المشاعر من جميع اخواننا العرب الذين ازرونا وشجعونا بحب عبروا عنها في المدرجات والسوشال ميديا.
الرسالة الثانية التي بعثها منتخبا من هناك للعالم والعرب ان الاردنيين ورغم قلة الامكانيات والموارد قادرون على صنع المستحيل وليس في كرة القدم فقط، بل في مختلف المجالات اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وتطورا وحضارة وثقافة وتراثا وجيشا وامنا واستقرارا، مؤكدين على ان الموارد البشرية لدينا استطاعت ان تحفر الصخر وان تحقق المستحيل في بناء دولة تثبت التجارب عمقها وقوتها ومتانتها، وكيف لا وهم من استطعوا ان يضعوا انفسهم ضمن الاربعة الكبار في اسيا.
الرسالة الثالثة والاهم ان القيادة الحكيمة والرعاية الملكية للشباب الاردني تأتي بثمارها ونلمس نتائجها وليس في كرة القدم فقط وفي مختلف انواع الرياضة «سلة وقدم وطائرة وسباحة والعاب القتال والدفاع عن النفس» وغيرها من الرياضات التي نسجل بها نتائج ايجابية تبشر بأن قادم الرياضة الوطنية افضل، وكيف لا ونحن نشهد على وقوف جلالة الملك وسمو ولي العهد خلف المنتخابات جميعها.
خلاصة القول، ان نتائج المنتخب الوطني وما يحققه النشامى في الدوحة حاليا يؤكد على اعجاز هذا الوطن الذي ولد من فكرة ورغبة ابنائه الذين قرروا ان يتشاركوا هذا الحلم مع قيادتهم الهاشمية، فنحتوا الصخور وأحيوا الصحاري وصهروا الحديد وطوعوا الحجر بقوتهم وعنفوانهم وعزتهم وكرامتهم وشهامتهم، محلقين كما الصقور باعالي القمم في كل شيء، نعم الاردن يمضي وسيمضي الى الامام دائما رغم قلة الامكانيات والموارد فابناؤه وقيادتهم اعتادوا وعشقوا هزيمة المستحيل.