أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

التل يكتب : الأردن والعراق.. تجيش مذهبي مقصود


بلال حسن التل

التل يكتب : الأردن والعراق.. تجيش مذهبي مقصود

مدار الساعة ـ
لست ممن يتابعون كرة القدم ولا مبارياتها، على عكس مافرض علي خلال الأيام القليلة الماضية وعلى الكثيرين من امثالي، فقد غصت وسائل التواصل الاجتماعي بأخبار مباريات كاس اسيا وكذلك المحطات الفضائية الاذاعية منها و التلفزيونية، ناهيك عن الإعلام المكتوب ، غير ان مباراة المنتخب الأردني مع المنتخب العراقي حظيت باهتمام خاص وكبير واستثنائي لكنه مرعب، لما سبق المباراة ورافقها وتبعها من تحريض مذهبي، شاركت فيه محطات تلفزيونية عراقية وشخصيات عراقية رياضية وغير رياضية مرموقة،ناهيك عن جمهور مشجعي المنتخب العراقي من الذكور والاناث ومن مختلف الأعمار والطبقات الاحتماعية. وهو تحريض مرفوض ومشبوه، لأنه يخفي ورائه اجندات سياسية تستهدف الأردن، لا نستطيع ان نفصلها عن مايجري على حدودنا الشمالية، ولا عن التحشيدات المليشياوية المذهبية على حدودنا الشرقية بحجة نصرة فلسطين . وهؤلاء الذين يختبؤون وراء غطاء مذهبي يزعم حب (ال البيت) ينسىون أو يتناسىون ان (ال البيت)، هم ملوك الأردن، فملوك الأردن هم نسل علي بن طالب من الزهراء، وهي حقيقة اكدها علماء الأنساب، وخاصة نسابة ال البيت، ولم يستطيع أشد أعدائهم السياسيين اثبات ما ينفي هذه الحقيقة . مثلما تم نفي وتكذيب الكثير من إدعياء النسب الشريف من عرب وعجم.لذلك نؤكد ان كل شكل من أشكال التحريض المذهبي ضد الاردن هو مجرد غطاء لتمرير اجندات سياسية تستهدف استقرار الأردن، مثلما استهدفت الكثير من بلدان المنطقة.
ان مما يزيد من خطورة التحريض المذهبي كما ظهر ورافق مباراة منتخبي الأردن والعراق وتبعها، انه اخذ طابعا إقليميا ضيقا، اعلى من الانتماء الإقليمي على حساب الانتماء القومي، وهو اعلاء يصب في خدمة الاجندات السياسية المشبوها التي أشرنا اليها، لأنها لا تستهدف الأردن فقط بل تستهدف بلدان عربية أخرى، ولذلك فإنه يهم الذين يحركون هذه الاجندات أضعاف رابطة العروبة بين ابنائها، حتى يتم الاستفراد ببلدانها تباعا.
كما يزيد من خطورة ما رافق مباراة الأردن والعراق التوقيت الذي جرى فيه، وهو التوقيت الذي يستمر فيه العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، فجاءت مباريات كاس اسيا وما رافقها من شحن اعلامي ومذهبي ليصرف انتباه قطاع كبير من جماهير الأمة عن جرائم كيان الاحتلال، من خلال إعادة ترتيب أولويات الناس واهتماماتهم، خاصة الشباب والصبايا والكثير من وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، وقبل ذلك خطف بريق الإنتصار الذي حققته معركة طوفان الأقصى، مما يتطلب من المخلصين التنبيه لخطورة مايجري، وضرورة تصحيح مسار بوصلة جماهير الأمة لتظل باتجاه القدس.
مدار الساعة ـ