مدار الساعة - محمد ابو كف - احتفى مثقفون وأكاديميون ومهتمون مساء اليوم السبت، في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي بعمان، بإشهار منتدى محمد الحموري للتنمية الثقافية.
ونوهت وزيرة الثقافة هيفاء النجار في كلمة لها خلال رعايتها للاحتفائية التي حضرها عدد من الأعيان والنواب والوزراء والمسؤولين السابقين؛ بتجربة الراحل أستاذ الفقه الدستوري الوزير الأسبق الدكتور محمد الحموري الذي يحمل المنتدى اسمه، معربة عن أملها بأن يكون المنتدى شريكا فعالا وحقيقيا للوزارة.
وقالت النجار "اننا بحاجة الى أن نتعلم من نماذج انسانية أردنية مثل محمد الحموري ممن قدموا قيما أردنية على أعلى درجة من الكفاءة"، لافتة الى أن الراحل الحموري كان مرتبطا بالوطن وفتح آفاقا لآراء نقدية.
وأشارت الى أن المبادرة في تنظيم احتفائية الإشهار بجلسة حوارية حول "مستقبل التعليم في الأردن في عصر الذكاء الاصطناعي" يؤكد جدية الفكرة ومسؤولية الرسالة التي يحملها مؤسسو المنتدى.
وكان استهل الاحتفائية الوزير الأسبق الرئيس الفخري للمنتدى الدكتور طارق محمد الحموري بكلمة استذكر فيها والده الراحل الدكتور محمد الحموري.
وأشار الى أن ذكرى رحيله هذا العام تتزامن مع الاحتفاء بإطلاق المنتدى باسمه ليكون مؤسسة ثقافية مستقلة تسعى للوصول الى مجتمع مثقف وفاعل ومبدع وتوفر مساحة للباحثين والخبراء والمختصين من خلال الندوات والاصدارات التي تهدف الى رفع الوعي الثقافي والتمكين المعرفي.
واشار إلى أن المنتدى لا يتبنى أي مذهب أو اتجاه فكري في عمله وهو منتدى ثقافي أردني يهدف الى بث وتعميم الوعي حول علاقة الانسان بالمجتمع.
وتلا ذلك عرض فيلم وثائقي عن الراحل الدكتور محمد الحموري، تحدث فيه عدد من المسؤولين السابقين وممن جايله.
واشتملت الاحتفائية على أولى فعاليات المنتدى بالجلسة الحوارية التي حملت عنوان "مستقبل التعليم في الأردن بعصر الذكاء الاصطناعي"، وشارك فيها وزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة، ورئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج الدكتور محي الدين توق والاستاذة في كلية الملك عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات ومديرة مركز الريادة والابتكار في الجامعة الأردنية الدكتورة ريم الفايز.
وقال الدكتور المحافظة في الجلسة الحوارية التي أدارها الإعلامي حسام الغرايبة إن تقنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي قد تمكن الطالب من تحديث معلوماته، لافتا الى أن هذه التطبيقات تسهم في التعلم الفردي وتعلم الأطفال في العتبات الدراسية الأولى.
وأكد وزير التربية أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل مكان المعلم والمدرس، وأن الاعتماد المطلق على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي الى خلل في منظومة القيم.
كما أكد أن المعلم هو الاساس في العملية التعليمية، لافتا الى ضرورة تدريب المعلمين في مجال المناهج الرقمية وغيرها ايضا.
وبين أن الهدف من التعليم الرقمي، تخريج أجيال قادرة على التفكير النقدي وان التكنولوجيا تسهم بسهولة الوصول الى المعلومة.
وأشار الى أن وزارة التربية والتعليم شرعت ضمن برنامج الدبلوم العالي للتدريب، في تدريب المعلمين ومن ضمنها المجال الرقمي والتكنولوجي، لافتا الى انه لن يتم تعيين أي معلم لم يحصل على هذا الدبلوم بوصفه رخصة لمزاولة مهنة التعليم.
من جهته لفت الدكتور توق الى أن مجال الذكاء الاصطناعي سيشهد تسارعا وزيادة في التطور، مشيرا الى أن الثورة الحقيقية التي تحدث في قطاع التعليم الان هي الانتقال من التعليم الى التعلم من خلال التكنولوجيا الرقمية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وتحدث عن الخطة الدراسية التي وضعها المركز الوطني لتطوير المناهج، مشيرا الى أن مادة الذكاء الاصطناعي موجودة كوحدة أساسية وتركز على القدرة على تحليل البيانات واتخاذ القرارات وانتاج المحتوى الرقمي ومشاركته.
وأشار الى أن وزارة التربية والتعليم أقرت تدريس المهارات الرقمية في مناهجها.
ونوه الدكتور توق بأن الأردن يمتلك العديد من الكفاءات والموارد البشرية في مجال تكنولوجيا المعلومات الرقمية والذكاء الاصطناعي، قائلا " ما نحن بحاجة اليه هو وضع سياسات وتشريعات لذلك وان وزارة التربية والتعليم تعي ذلك وتعمل عليه".
وكانت استعرضت الدكتورة الفايز في الجلسة الحوارية نشأة الذكاء الاصطناعي منوهة بالايجابيات التي يحملها للانسان في الحاضر والمستقبل ودوره في تحسين التعليم وسرعة تحقيق نتائج التعلم. بترا