في زمن ما كانت الاغتيالات والتصفية الجسدية منتشرة ، وهو أسلوب استخدمته الأنظمة القمعية وربما غيرها من الأنظمة كذلك ، اختلفت الأساليب والاسباب للتصفية الجسدية ، من إطلاق عيارات ومن حبال المشانق(وتصوير الأمر كحالة انتحار) او حوادث السير الذاتية او بوجود طرف آخر، أو أي طرق أخرى من أدوية او اختناق او شكل من أشكال الموت التي تبدو كحالة موت عادي وطبيعي ، كل هذه الاشكال تستخدمها الدول للإطاحة بأعدائها سواء كانوا خارجيين وأعداء معروفين بشكل واضح، أو من المعارضين من أبنائها الذين يشكلون خطرا وتهديدا لبقائها.
انتهى زمن الاغتيالات والتصفيات الجسدية، ودخلنا في عهد جديد ، عهد التكنولوجيا والانفتاح الثقافي ، والإعلامي، واقتضى هذا العصر خلق وإيجاد وسائل جديدة للتعامل مع العدو سواء حقيقي او مفترض ، فظهر ما يسمى بأغتيال الشخصية ، وهو عمل منظم ومبرمج لتحطيم الشخصيات والحاق الضرر النفسي والمعنوي بها وصولا إلى دفع صاحبها إلى اعتزال الناس والمكوث بعيدا وحيدا في بيته او مكتبه، وقد يزداد الأمر سوءا فيقرر الشخص إنهاء حياته اما اجتماعيا أو فعليا،،،
اليوم على صفحات التواصل الإجتماعي وعلى صفحات المواقع الإلكترونية والجرائد الورقية ، كل يوم نسمع ونرى اغتيالات شخصية ، فيديوهات جنسية فاضحة ، يكون ضحيتها شخصيات عامة ، ولا احد يدري من هو المستفيد ، من وراء ترويج هذه الفيديوهات والأخبار التي يكون في معظمها تلفيق وتزوير وفبركة، هنا يبرز دور منظومة الجرائم الإلكترونية ومحاربتها، هنا يظهر بشكل جلي وواضح أهمية الدور الأمني وضرورة محاربة هذا النوع من القتل ، بل هو أشد من القتل واسوأ.
امام كل هذا السوء ، نجد أنفسنا في حيرة مستحكمة، هل يعقل أن يصدر هذا الفعل من هؤلاء الناس هل يعقل وكل ما يصدر عنهم ومنهم أعمال تخالف هذه وتبتعد عنها كل البعد ؟!!
امام كل هذه الحيرة لا نملك إلا أن نقول لا حول ولا قوة الا بالله العلي وحسبنا الله ونعم الوكيل.