بالأمس:
فيه صحوة للأحياء وعودة للبارئ الخالق فهو أعطى وهو
أخذ،وأنه على كل شيء قدير.
دفْنُ الميْت كله هيبة ووقار يُحْمَل في نعشه على الأكتاف، الكل يتراكض لنيْل شرف حمله،
يتزاحمون يساعدون ويريحون بعضهم.
يُحملُ من منزله في الدنيا لنقله إلى المقبرة كي يُدفنَ بين أقرانه ممن سبقوه مودعا بذكر الله وبتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
وفي ساحة المقبرة يُسَجَّى جثمانه ليُصلِّي المصلون عليه
صلاة الجنازة،بعدها يُحمل بكل إجلال ليوضع في لحده ثم يُوارى بالتراب محفوفا بذكر الله والصلاة والسلام على
رسوله،و بعدها يُودَّعُ من الشيخ
بوصايا عما سيلقاه من أسئلة وإجابات عليها وبموعظة هي في الأصل تُوَجه لمن يحضر مراسم دفنه ووداعه(وكفى بالموت واعظا يا عمر).
وصُنْعُ الطعام لأهل المتوفى كان عملا بقول رسولنا الكريم
(إصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم أمرٌ شغلهم)فكان عملا
محمودا بين الناس.
أما اليوم:
فإن ما يجري من طقوس فهو بموضع انتقاد وليس نقدا،لأن سلبياته طغت على إيجابياته إن كان له إيجابيات،ودخل في دائرة تسليط الضوء الدنيوية
ورئاء الناس.
فالميْت يُحمل في سيارة إلى المسجد،ومنه إلى المقبرة بعد صلاة الجنازة ليوارى في التراب
فالشيخ قرب القبر يعطي عظة
وحوله قلة منتبهون بينما الكثرة
في هرج ومرج،وأصواتهم عالية
في الحديث بأمورهم الخاصة،و
عن ذكر الله لاهون بأمور الدنيا.
وصنعُ الطعام فقد نحى منحى بعيدا عما كان سابقا،حاد بعيدا عما ورد عن رسولنا الكريم،فقد
انقلبت الصورة،فأهل المتوفى يعملون الطعام للناس،كما خرج
عن حدوده بشكل فيه إفراط
ودخل حيِّز التفاخر والمباهاة.
وكذلك الحال في قَبول العزاء فبيت الأجر ليس بأحسن حالا عما كان في المقبرة.
وإنَّ وصفَ الحالة في هذا اليوم
ظاهرة أمام الجميع،فالفرق بيِّن واضح بين ما كان وما هو كائن حاليا.
أقل مايقال به:من جو روحاني
رحماني إلى جو دنيوي.
والله المستعان.