هناك فرق شاسع ما بين من يعيش لأجل إحقاق الحق ونصرة الأشقاء في فلسطين وبدون مقابل، وما بين من يعتاشون على همه ودمه سياسيا واقتصاديا تزميرا وتطبيلا، لتحقيق مكاسب انانية مزدوجة المعايير مستعينين بالتشكيك الدائم بمواقف الغير وافتعال الخصومة ليركبوا موجة التضامن والنصرة لتصدر المشهد، فمن هم الذين اعتدنا عليىهم يعتاشون على القضية الفلسطينية؟.
الموقف الاردني الصلب والقوي تجاه القضية الفلسطينية والمقدسات فيها ليس وليد 7 اكتوبر او بدء العدوان على غزة فمنذ عام 1948 والمملكة تقدم وتقوم بواجبها تجاه الاشقاء في فلسطين دون تميز بين هذا الفصيل وذاك الفصيل، وجعلت القضية الفلسطينية مركزية خطابها للعالم فما ترك منبرا ولا لقاء ولا قمة ولا اجتماعا الا وتصدرت القضية الفلسطينية خطابنا واولوياتنا، فاستقبلنا ملايين اللاجئين فتقاسمنا معهم العيش والحياة في اصعب ظروفها وتوحدنا بوحدة وطنية نسيجه من الفسيفساء التي تبهر كل الناظرين.
الجميع يعلم ان الجهود الاردنية ومقاومة الشعب الفلسطيني الصامد هي من منعت تصفية القضية منذ عقود وابطلت كل ما يحاك ضدها من مؤمرات بالدبلومسية والجهود الملكية التي لم تتوقف منذ عقود، فكان الموقف الاردني صامدا لاجل هدف واحد لاغير ويتمثل بالمحافظة على حقوف الفلسطينيين بإقامة دولتهم وعاصمتها القدس وعودة ملايين اللاجئين ومنع تهويد المقدسات، ومن غير مقابل ولا مطامع ولا مغانم سياسية او قتصادية، مستمرا بدفع ثمن صموده حتى يومنا هذا.
للاسف ورغم كل الجهود التي تبذل والمقاومة الدبلوماسية الحقيقية والتضامن اللا محدود والنصرة المطلقة ما زال البعض من ضعاف النفوس وراكبي الموجة والمزايدين يسيؤون للموقف الاردني وينكروه ويجحدونه في كل مرة لتحقيق مكاسب هشة يسعون من خلالها الى استعادة ثقة الشارع بعدما ان تكشفت أنانيتهم و اطماعهم وتضليلهم، فتجدهم يرفضون مواقفنا التي سبقناهم اليها و كما العادة دائما لنصرة الاشقاء في فلسطين.
العدوان الاخير على غزة لم يكن اول موجاتهم التي يركبونها ويتصيدون فيها بالماء العكر لتحقيق مكاسب اقل ما يقال عنها رخيصة ونكرة امام الموقف الرسمي والشعبي الاردني الذي تصدى بمقاومة دبلوماسية وجهود جبارة قائمة على الافعال لا الكلام و شعاراتهم التي عفا عليها الزمن، غير ان البعض لم يرق له هذا الموقف وبدأوا افتعال المشاكل والخصومة بافعال مخالفة للقانون بهدف النيل من موقفنا والتشكيك فيها للتسلل للشارع عبر «طروادة النصرة والتضامن» والخروج بمشهد الحمل الوديع.
خلاصة القول، ان تجار الحروب والانتهازين وراكبي الموجة ومستغلي الظروف كثر وجميعهم يسعون وراء تصدر المشهد لتحقيق اهدافهم واطماعهم، غير ان الاردنيين بوعيهم لا يعيرونهم اهتماما بعد ان كشفوهم على حقيقتهم في اكثر من مرة وتحديدا هؤلاء الذين ياخذون من الاسلام فقط ما يحقق مصالحهم، فالاردن لم ولن ينتظر شكرا ولاثناء لمواقفه من القضية الفلسطينية ومنذ عقود،وكما انه لن يلتفت للاساءات والتشكيك من قبل يعتاشون على الهم والدم الفلسطيني في تحقيق اطماعهم ومكاسبهم الانتخابية والمالية حتى وصلت للمصالح التجارية.