لعل الظروف والمتغيرات والتحديات والتداعيات السريعة التي تحيطنا من كل صوب واتجاه تتطلب منا جميعا بلا استثناء حكومة وقطاعا خاصا ونوابا واعيانا وأحزابا ومواطنين العمل ثم العمل والتركيز بكل جدية على شأننا الداخلي والاستعجال بتنفيذ مشاريعنا القومية قبل فوات الاوان، فلماذا علينا الاستعجال و ماذا تغير ؟
اربعة شهور قاسية بمعنى الكلمة مرت على المملكة» انسانيا وسياسيا واقتصاديا» نتيجة للعدوان الغاشم على قطاع غزة وما رافقه من اجرام ضد المدنيين العزل هناك، فبدأ الاردن مهمة المقاومة الدبلوماسية والكشف عن كذب الاحتلال وتضليله للرأي العام، ضاغطا بكل قوة من اجل ايقاف العدوان وايصال المساعدات لكافة سكان القطاع وتحدي الحصار وكسره في اكثر من مرة برا وجوا،غير ان كل هذا يتطلب وبالتزامن مع حالة النصرة والتضامن للاهل في غزة الالتفات والتركيز على الشأن الداخلي وتحصين استقراره.
"الحالة الاستثنائية» والدروس والعبر المستوحاة منها تؤكد بما لايحتمل الشك ان لاسبيل أمام الاردنيين سوى ان يركزوا على شأنهم المحلي والعمل والاجتهاد والنضال للحفاظ على استقرارهم للبقاء اقوياء والحصن المنيع امام كافة المؤمرات والمخططات التي تحاك ضدنا، ولهذا على الحكومة ان تنطلق سريعا بتنفيذ خططها وان تشرك معها القطاع الخاص والاهم اشراك المواطنين من خلال اطلاعهم على التحديات ومكاشفتهم بضرورة اتمام تحديثاتنا دون مجاملة او تجميل للمشهد.
الجميع بات يعلم بان لدينا تحديات رئيسية اهمها «المياه والبطالة» ولايمكن ان نتغلب عليهم دونما ان ننفذ كل من مشروع الناقل الوطني وبناء السدود والاهم الترشيد بالاستخدام، فتخيلوا ان حجم الفاقد لدينا وصل الى ما يقارب 45%، وكذلك البطالة التي لايمكن التغلب عليها دون جذب الاستثمارات الاجنبية والمحافظة على القائم منها وايضا التوجه الى الاعتماد على الذات من الطاقة والغذاء، ولهذا سنجد بان تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي اولوية.
كل التحديات التي تواجهنا حاليا تشير لضرورة وضع الحلول وتنفيذ الخطط المستعجلة، وهذا لن يتم الا في التعاون والشراكة من الجميع، فالوطن واستقراره ننعم به جميعا والمحافظة عليه واجب مقدس وفرض عين على كل مؤمن بان استقرار الوطن وامنه وامانه نعمة من نعم الله التي من علينا بها وبقيادة هاشمية جعلت من استقرار هذا الوطن اولى اولوياتها ليبقى حائط صد وقلعة حصينة للحفاظ على المقدسات الدينية من محاولات تهويدها.
خلاصة القول، ان العمل لاجل الوطن واستقراره جهاد ومقاومة تساند اهلنا في فلسطين، والاهم ان العمل ينأى بنا عن الدخول في متاهات وويلات ما يعيشه من حولنا، فالاستقرار موجود والحفاظ عليه يتطلب جهودا وعملا لا كسلا او تحججا باي شي، فاعملوا وركزوا جهودكم بالحفاظ على استقرارنا ونمونا قبل فوات الاوان فنندم، فأن لم نحصن انفسنا قد لا نجد من يساعدنا لاسمح الله.