مدار الساعة - عدّ أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، قرار محكمة العدل الدولية برفض طلب إسرائيل رد الدعوى المرفوعة ضدها من جنوب أفريقيا، إضافة إلى فرض تدابير مؤقتة على إسرائيل بهدف منع انتهاكات اتفاقية الابادة الجماعية، يُعبر عن ضمير الإنسانية كلها وعن موقف كل الأحرار والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وقال في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن اللجنة الملكية لشؤون القدس، وانطلاقًا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تثمن قرار محكمة العدل الدولية وترى فيه خطوة شرعية هامة تعيد الثقة بمنظماتنا الدولية، وترى في الجهود الاردنية المبذولة والتي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني ودبلوماسيتنا النشطة بأنها تجسيد عملي للتاريخ والتضحيات والمواقف الأردنية الراسخة في الدفاع عن فلسطين أرضها وأهلها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
وأضاف: أن هذا القرار المهم يجب أن تتزامن معه إجراءات أخرى تكفل إغاثة أهلنا في غزة، إلى جانب إدراك حقيقة أن العدوان على غزة يشهد في الوقت ذاته حرب تنكيل ضد أهلنا في القدس ونابلس والخليل ورام الله، والمدن الفلسطينية المحتلة كافة، يجب أن يتوقف فورا، وعلى العالم اليوم السعي الدؤوب لإلزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية، بما فيها اتفاقية جنيف ولاهاي وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، لضمان حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس بوصفها الضامن الوحيد للسلام والأمن في المنطقة والعالم.
وأكد، أن صدور هذا الحكم التاريخي مناسبة إنسانية للإشادة بدولة جنوب أفريقيا التي رفعت القضية على الاحتلال الإسرائيلي، وجعلت رسالتها الإنسانية هي مواجهة الابرتهايد والعنصرية، كذلك الإشادة والتقدير بكل الدول المؤيدة لها، بما في ذلك الدول التي دعت إلى رفع قضية في المحكمة الجنائية الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ونهجه الظالم بالإبادة الجماعية تجاه الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى إن محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية تمثل خطوة مهمة على طريق تجريم إسرائيل ولاحقاً معاقبتها وردعها. وتعد هذه المحاكمة وما يصدر عنها من أحكام، دفعة معنوية للشعوب المظلومة والمستعمرة التي باتت للأسف تشعر بتخلي المنظمات الدولية والقوى التي تدعي الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان عنها، وتركها تحت مخالب ومطرقة احتلال لا يرحم.
وأوضح ان ما يحدث في قطاع غزة المحتل من عدوان وحشي ارتقى على أثره عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، هو تطهير عرقي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وحقائق واقعية مفزعة تقشعر لها الأبدان، والمشاعر الإنسانية، وما يحدث حتى اللحظة من مجازر واعتقالات ومداهمات في كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة هو جريمة يرتكبها الكيان الإسرائيلي المحتل، استكمالا لعقود من الاستعمار الصهيوني، مكتملة الأركان ولا تحتاج لتحقيق أو تأكيد، فرائحة الموت والدماء الفلسطينية البريئة، ومشاهد الدمار حكم قطعي بأن العالم كله شاهد على هذه الإبادة، والإجرام الإسرائيلي البشع ضد الإنسانية وفي هذا الوقت العصيب الذي ما تزال فيه آلة الاحتلال الإسرائيلي تصب حممها برًّا وجوًّا وبحرًا على المدنيين العزل في قطاع غزة.