مدار الساعة - في ظل الحديث عن المفاوضات الامريكية الإيرانية، استذكر ناشطون قصة عنوانها "الصحن والكلب في بازار طهران…!" والتي تقول
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يروي القصه لضيفه الأوروبي حول المفاوضات الإيرانية مع الغرب، ويسأل محدثه: هل سمعت بتاجر الآثار الأميركي وقصة الكلب والصحن..!؟
فيجيبه ضيفه بالنفي ليستطرد بري، بعد أن يستوي في مقعده، ويتحدّث بنبرة الراوي:
أنه يحكى أنّ تاجر آثار أميركياً خبيراً ومحنكاً يعرف خزائن التاريخ الإيراني جيداً قصد بازار طهران متجوّلاً بحثاً عن صفقة العمر، فلمح كلباً يأكل في صحن قرب مدخل متجر سجاد فوقف متأملاً، حتى تيقن أنّ الصحن ينتمي إلى عصر تاريخي قديم، فقصد التاجر وفي باله ألا يلفت نظره لقيمة وأهمية الصحن، كي لا يطلب له ثمناً مرتفعاً، فتقدّم من التاجر سائلاً: إذا كان الكلب للبيع، فأجابه التاجر للتو بالإيجاب وبعد تبادل سريع لعروض التفاوض تمّت الصفقة بمبلغ مقبول، فحمل الخبير الكلب الذي اشتراه موحياً بالفرح وهو يداعب فروة رأسه.
والتفت إلى التاجر بعد خطوتين سائلا ً: هل يمكن أن لا نحرم هذا الكلب من صحنه الذي اعتاد تناول الطعام منه، فاعتذر منه التاجر الإيراني بأدب، ولما عرض عليه شراء الصحن زاد اعتذار التاجر الإيراني بنبرة جدية، ولما بدأ يعرض أسعاره ويرفع بها حتى بلغ رقماً خيالياً، قال له التاجر الإيراني: لولا هذا الصحن كيف أبيع كلّ يوم مثل هذا الكلب لأمثالك؟
العبرة من القصة:
لقد اشترى الغرب أشياء كثيرة من ايران لا يحتاجها لأنه تجنّب التفاوض على ما يحتاجه، وربحت إيران من بيع ما لا تحتاجه وهي تحتفظ بما لديها وتعرف قيمته لدى الغرب، حتى أدرك الغرب أنه لا بدّ من الدخول في التفاوض مباشرة على الصحن.
ولذلك تبدو المفاوضات بقدر قساوتها وصعوبتها جدية ومفتوحة الآفاق للنجاح، فيستطرد السائل في ملف آخر في المنطقة أو لبنان، ليسمع من بري معادلة، أنه في نهاية المطاف كثير من الأزمات يمكن فهمها بتطبيق معادلة، الكلب والصحن، التفاوض يجري على عنوان والعين على عنوان آخر .. !! وهكذا تجري صفقة القرن !