نعم أيها العريس، نعم أيها الرئيس، أو كما تظن فخامتك، أو لِنَقُل كما أفهمتك خطيبتك، فأنتِ يا صديقتي ويا ابنة عمي وخالي وأنتن يا فتيات على وجه العموم والمخطوبات على وجه الخصوص، لكنَّ أثر كبير في كيفية نظر الرجل إليكن بل ونظره إلى نفسه في فترة الخطوبة.
فبعض النساء بذكائهن تعرف كيف تكسب احترام الرجل فيجعل لها اعتبارًا، وبعض النساء تصير وكأنها نسخة عمّا يريده خطيبها، من غير النظر إلى تداعيات ذلك، لا سيما إن كان يدعوها إلى ما يخالف الأخلاق وحسن العادات والتقاليد.
إلى كل فتاة، وإلى كل حالمة بفارس الأحلام على الحصان الأبيض القابع في قصر مخيلتها، إن من أكثر ما يثير غضب الرجل، ومن أكثر ما يثير النزاعات في فترة الخطوبة مقارنة العريس بطريقة غير مدروسة في الأمور الدنيوية برجل آخر، فإن كنت تنوين المحافظة على فارسك فلا تقارنيه بغيره بتلك الطريقة، فالرجل الشرقي غالباً لا يرضى بذلك، فقد يعتبر البعض هذه المقارنة تنقيصًا لهم، أو يظن أنكِ من النوع التي تنظر لرجل غير خطيبها، وهذا الأمر يسبب كثيرًا من المشاكل تنتهي معظمها بفسخ الخطوبة ،إنما ادفعيه بذكائك وحكمتك إلى التقدم، فهذا فيه راحتك وراحته ،مع السعي إلى الترقي فاجعلي حدودًا واضحة لأحلامك، فالخطبة ليست مسلسل تركي رومانسيًّا، إنما هي تأسيس لحياة قائمة على المشاركة والتعاون بين شخصين سيعيشان معًا تحت سقف واحد.
فإن جزءًا كبيرًا من الفتيات لا ينجون من فخ المقارنة الذي لا يقل عنه خطورة، بفخ صباحيات البنات أو كما يطلق عليها بلغتنا العامية جمعات "اللقلقة".
فأصبح معلومًا أنَّ من أغلب وأكثر وأشد المشاكل احتقانًا التي توصِل إلى فسخ الخطوبة لا يكون السبب المباشر فيها عيبًا في البنت أو عيبًا في الشاب، إنما يكون سببها "الجمهور المتابع".
نعم أعزائي القراء، إنَّ كثيرًا من المشاكل التي تنشب بين الشاب والبنت في فترة الخطوبة هي بسبب أصحاب السوء الذين يتابعون أخبارهما لحظة بلحظة، فعلى الفتاة أن تَعِيَ أنَّ ما يحصل بينها وبين خطيبها، يبقى بينها وبينه لا يتخطاهما إلى ثالث، فالرجل لا يرغب أن تكون أخباره هو وخطيبته على كل لسان، لا سيما إذا كانت بينهما مشاكل، كما أنها لا ترغب أن ينشر هو أخبارها! وصديقتك مهما كانت مقرَّبة منك فليست هي من ستشاركه بيتًا واحدًا، فلا تجعليها المرجع في كل قرارتك، فتذكري فقد خطبك أنت لا هي!
فمن تقول لكِ لا تريه مساوئك، انتظري حتى يتزوجك ،وتعطري وتزيني فلا تظهري المعارضة له ،البسي أجمل ما عندك ،إلى غير ذلك ممّا يُطلق عليه بنصائح للفتاة المخطوبة ونسي البعض أن مرجعنا الأول والأخير هو الشرع، فقد قيل:
وَزِنْ بحُكْمِ الشرعِ كلَّ خاطِرِ .... فإنْ يكُنْ مأمورَهُ فبادِرِ
، فاتباع الشرع هو الأساس في مرحلة الخطوبة وهو ما يجعل المرأة أكثر راحة في التعامل مع العريس وأهله، فأنه يحث على الإحسان إلى الغير والتواضع والتطاوع، والنصيحة والتشاور، فلو جعلت المخطوبة هذا منهجهاً لما وجدت نفسها كما هو حال كثير من الفتيات اليوم كأنها ضائعة تائهة بين إرضاء الطرفين أهلها وأهله، وإن كانت تصرفاتها مبينة على مجرد التصنُّع والتمثيل في البداية، فستشعر كأنها وصلت مع مرور الوقت إلى طريق مسدود، لذلك تصرفي على طبيعتك على ما يوافق الصواب وبما يناسب جوَّ عائلتكِ مع مراعاة الطرف الآخر.
فالمصارحة بين الفتاة وخطيبها هي من الأساسات في الإعداد لحياة مستقبلية سليمة، فعلى الفتاة أن تكون صادقة مع خطيبها في أقوالها وأفعالها، وأن لا تتصنع أمامه ولا تدعي أنها فتاة غير ما هي عليه في الحقيقة، لأن الخطبة هي مرحلة تأسيسية للزواج والعلاقة الزوجية، وينبغي للفتاة كما للشاب أن يتصارحا فلا تكذب عليه ولا يخدعها.
لا يستغرب وقوع خلافات بين الخطيبين والزوجين، فهما شخصان مختلفا الأخلاق والطباع والتربية سيقضي كل واحد منهما وقتًا طويلاً مع الآخر ،وأود أن أشير إلى أنّ الخلاف لا يكون المراد به دائمًا الشجارات والنزاعات، بل قد يكون الخلاف ناشئًا من تعدد وجهات النظر، وهذا حاصل حتى بين الأصدقاء، لكنَّ العجيب أننا نرى بعض النساء تتقبل رأي الآخر بصدر رحب، ولا تتقبّله من شريكها زوج المستقبل!! بل تطلب من الشريك أن يكون كأنه نسخة عنها، يفكر كما تفكر ويميل إلى ما تميل إليه. والعلاج النافع لمثل ذلك أن يحاور الشريكان بعضهما البعض كصديقين متفهِّمين لما يقوله الآخر، فمن المهم أن يعرف كلٌّ منا أن الآخر ليس نحن، ونحن لسنا الآخر.
ومن النصائح المهمة التي ينبغي أن تتحلى بها المخطوبة تقوى الله وحسن الخلق، فإنهما أساس السعادة، وحسن الظن، فقد ورد عن الشافعي رضي الله عنه: من حسُن ظنه طاب عيشه، ولا تتتبعي عورات عريسك واستري عليه إذا أخطأ مع بذل النُّصح في السرِّ، فهنيئًا له بك إن كنت دالة له على الخير دافعة له إلى الترقي مع الستر عليه، فصاحب العقل يحترم هذه الخصال في المرأة.
كما أنك أيتها العروس ينبغي أن تحاولي امتصاص غضب العريس في حال غضبه، كوني رزينة في أفعالك حتى بينك وبينه، بين الأصدقاء والأهل كذلك ،عالجي أمورك بالصبر والحكمة، وتقوى الله وحسن الخلق، فإنهما أساس السعادة، وحسن الظن، فقد ورد عن الشافعي رضي الله عنه: من حسُن ظنه طاب عيشه، ولا تتتبعي عورات عريسك واستري عليه إذا أخطأ مع بذل النُّصح في السرِّ، فهنيئًا له بك إن كنت دالة له على الخير دافعة له إلى الترقي مع الستر عليه، فالرجل الفخم يحترم هذه الخصال في المرأة.
ولا يكن الصراخ أول الأمور التي تلجئين إليها عند الغضب، فالصراخ يوتر أجواء البيت وينفر الخطيب من خطيبته.
فقد روي عن أبي الدرداء أنه قال لزوجته: إذا غضبتُ ترضَّيتِني وإن غضبتِ ترضَّيتُكِ وإلا لم نصطحب، فينبغي للمرأة إذا غضب خطيبها وبالأولى زوجها أن تحاول تهدئته، لا أن تشعل ذاك البركان الكامن فيه، تصوُّرًا منها أنها إذا سكتت الآن لن تستطيع أن تُبدي رأيها بعد ذلك، وأنها ستكون خاضعة له تمامًا بعد الزواج مكسورة مهانة ،المرأة تستطيع بذكائها في كثير من الأحيان الوصول إلى ما تريد، لكن في الوقت المناسب، فلا مانع أن تكوني في حال غضبه كنفه وملجأه، فإنَّ صبر المرأة وتهدئتَها للرجل حالَ غضبِهِ أقربُ إلى تخطي هذا الموقف بكثير من أن تقابله بالغضب أيضًا، فإنْ لمسَ الرجلُ المنصف هذه الحكمة من المرأة حَفِظَ لها الجميل، وتذكر ذلك إذا غضبت هي فيراعيها كما راعته.
وفي نهاية مقالتي أقول: إن ما أوردناه ليس إلا غيضًا من فيض لما يحصل في أيامنا، فينبغي للفتاة المخطوبة أن تتصرف بذكاء تجاه هذه الأمور، وأن تطبق النصائح التي وردت فبإذن الله يكون ذلك عونًا لها.
وأوجِّه رسالة أخيرة للعريس أن يراعي الفتاة خطيبته زوجته المستقبلية ،وليعلم أنه سيأخذها من بيت أهلها التي تربت وترعرعت فيه إلى بيت غريب لم تألفه قط، لذلك ينبغي عليه أن يكون لها نعم الزوج، والأخ،والصديق، وأن يكون ملجأها وقت المِحَن،حتى تكون فخامة رئيس جمهورية بيتك،اجعلها:"فخامة العروس".