ارتفاع الطلب على الدينار وتراجع الدولرة لمستويات تاريخية، دليل قاطع على الثقة الكبيرة التي يحظى بها دينارنا من قبل المستثمرين والمتداولين في تعاملاتهم وادخاراتهم واستثماراتهم، وكما تأتي قوة الدينار في مثل هذه الظروف برهان على قوة ومنعة الاقتصاد الوطني واستقراره النقدي والمالي، فكيف استطاع الدينار ان يحافظ على ألقه وتفوقه امام كل هذه التحديات ؟.
ان يستمر الدينار في الحفاظ على مكانته كاقوى رابع عملة في العالم امام الدولار وان يبقى خيارا استراتيجيت امام المستثمرين والمتداولين امر فيه من الاعجاز الكبير والذي ما كان ليتحقق لولا جهود «البنك المركزي» وفرسانه الذين ما غفلت عيونهم عنه لحظة وما بخلوا عليه بجهودهم وعقولهم وعلمهم وخبراتهم، فكانوا في كل تحد حراسه الامينين لضمان حصانته باجراءات حصيفة وحكيمة نرى جميعا نتائجها اليوم وفي كل يوم يمضي في ضوء ما تعيشه المنطقة والعالم من متغيرات جوساسية معقدة.
التحديات التي عاشها اقتصادنا الوطني خلال العقد الماضي والحالي صعبة ومعقدة ومتتالية، غير ان الدينار الاردني كان وفي كل تحد منها يخرج منتصرا قويا مترسخا بجذور عميقة مقاومة لكل الرياح العاتية وما يرافقها من اضطرابات وهزات وتبعات، فمنذ ان بدأت الازمة المالية العالمية وبعدها الربيع العربي واغلاق الحدود جراء الاضطرابات الامنية واللجوء والارهاب وكورونا والحرب الروسية والتضخم والعدوان على غزة، فاستمر البنك المركزي برعاية وحماية استقرارنا النقدي بضمان قوة الدينار وقوته الشرائية.
السياسات والإجراءات التي قام بها البنك المركزي الاردني في سبيل الحفاظ على جاذبية الدينار وثبات سعر الصرف مقابل العملات الاجنبية الاخرى حظيت باعجاب واندهاش العالم، فما تم تحقيقه من استقرار نقدي ومالي رغم كل الظروف التي احاطتنا مقارنة مع الامكانيات والموارد المحدودة لدينا جسدت قصة نجاح لدى الكثير من الجهات المانحة والمقرضة وقدوة من قبل الكثير من البنوك المركزية في العالم.
حاليا الطلب على الدينار الاردني وكما العادة يشهد ارتفاعا ملحوظا جراء ارتفاع حوالات الاردنيين بالخارج حيث بلغت الحوالات من الخارج العام الماضي 3.2 مليار دولار مقارنة مع 3.133 مليار دولار خلال الفترة نفسها من 2022، بالاضافة الى تحسن مؤشرات النشاط التجاري بشكل عام، والاهم ان الدولرة انخفضت بما يقارب 20% عما كانت عليه في السنوات الماضية وبقاء التضخم عند معدلات تعتبر الاقل في العالم حيث لم تتجاوز 2.4 %، وهذه كلها مؤشرات تؤكد المؤكد بان دينارنا قوي ومحصن.
خلاصة القول،ان الدينار الاردني يثبت في كل مرة قوته ومتانته كوعاء استثماري امن ومستقر، ويؤكد بما لا يحتمل الشك على حصافة الاجراءات والسياسات المتبعة من «البنك المركزي» العين الساهرة على حماية استقرارنا النقدي والمالي، فدينارنا مضرب مثل وقصة نجاح وكفاح وانتصار دائمة.