بعد مرور ما يزيد عن 100 يوم من بدء العدوان النازي والبربري على غزة يجب علينا أخذ الكثير من العبر والدروس التي من أهمها المكائد والمؤامرات التي تحاك ضدنا وضرورة مواجهتها برص الصفوف، والتوجه فورا للاعتماد على الذات وتنفيذ مشاريعنا الكبرى كما «الناقل الوطني"والمحافظة على استقرارنا الاقتصادي والسياسي، فماذا وجب علينا ان نفعل؟.
كثيرة هي الامور التي وجب علينا ان نقوم بها والاستعجال في تنفيذها دون ابطاء او تراجع لاهميتها «للامن القومي» الاردني، ولعل ملف تأمين حاجتنا من المياه اهمها وابرزها ولهذا جاءت فكرة الناقل الوطني الذي يعتبر كما شريان حياة مستقبلي للاردنيين وتنفيذه واجب على الجميع مواطنين وحكومة وقطاعا خاصا لما لهذا المشروع من اهمية تهم كافة القطاعات والشرائح، ومن ثم الانتقال تدريجيا للوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي من المياه التي تمثل الحياة.
المملكة وقبل بدء العدوان بعام تقريبا بدأت وضع وتنفيذ ثلاث رؤى سياسيا واقتصاديا وادارية، وكانها كانت تستشرف المستقبل ليأتي العدوان المجرم على قطاع غزة ليؤكدها ويؤكد ضرورة المضي بها وعدم التراجع عنها مهما كلف الامر،وذلك لضمان استقرارنا والذي شكل حصنا منيعا امام كافة التحديات وجعل من مواقفنا صلبة ورافضة لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير اهلها بحرب دبلوماسية عكرت مخططاتهم الخبيثة.
كل الظروف والتداعيات الناجمة عن هذا العدوان من تراجع بالسياحة واضطرابات باب المندب وغيرها من التداعيات تذهب بنا الى الاستعجال بتنفيذ الرؤى الثلاث والاصرار عليها للاستغناء عن الخارج في كل ماهو اساسي في حياتنا اليومية من مياه وطاقة، وهذا يتطلب البدء بالتنفيذ ووفق الجدول الزمني المخصص لكافة الاولويات دون تراخ او التحجج بالظروف المحيطة.
حاليا الاردن ونظرا لكونه من اكثر الدول شحا وفقرا بالمياه عالميا يسعى الى تأمين مصادر للمياه من اكثر من مصدر ومنها دولة الاحتلال وفق اتفاقية ومعاهدة السلام،ويسعى لتأمين مصادر مياه وطنية عبر مشاريع كبرى وقومية يسعى لانجازها رغم كل المعيقات التي منها توفير التمويل اللازم، وهنا وفي حال تعطل ايجاد الية للتمويل فعلينا ان نطرح هذا المشروع وغيره من المشاريع الاستراتيجية للاكتتاب واشراك الجميع.
الكثير من الاشياء لا نستطيع ولا خيار امامنا الا تنفيذها والذهاب بها الى انجاز حقيقي تترجم المنافع منه على ارض الواقع وينعكس على حياة المواطنين المعيشية، ولهذا نجد ان رؤية التحديث الاقتصادي تهدف لتحسين مختلف المؤشرات الاقتصادية وتحسين جودة الحياة ومعالجة المديونية ورفع النمو وجذب الاستثمارات ورفع مساهمة مختلف القطاعات بالناتج المحلي الاجمالي وتشغيل الاردنيين وتخفيف البطالة.
خلاصة القول، ان العدوان على غزة وكما أنه استفزنا انسانيا وقوميا جعلنا ايضا على يقين بأن تنفيذ رؤى التحديث بكل حذافيرها وما جاء فيها من مشاريع قومية استراتيجية ضرورية لاستكمال الحياة واجبا مقدسا على الجميع الاشتراك فيه ومساندة جلالة الملك والحكومة والقطاع الخاص على تنفيذه، فأي تأخير بتنفيذها سيجعلنا نندم «فالوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك».