كنتُ قد كتبتُ قبل أحداث السابع من أكتوبر الماضي مقالة عنوانها: "هل بات حل الدولتين بعيداً؟"، والواضح للجميع أن أنظار العالم والدول المتحكمة بالمصير الدولي ابتعدت عن المنطقة خلال السنوات الماضية الا ما بعد اكتوبر ،عادت تلك الانظار تتجه إلى الشرق الأوسط وخاصة فلسطين بعد تلك الأحداث من العام الماضي، إذ تنظر تلك الدول للشرق الأوسط على أنه منطقة نفوذ واستحواذ، وهذه هي لعبة الأمم، وكل أمة هدفها تحقيق مكاسبها .
والجليّ أن هذه المنطقة عادت من المناطق الساخنة بالمنظور الدولي خلال الفترة الماضية لكونها أعادت الأنظار إلى المنطقة التي يتواجد فيها أطول احتلال بالعصر الحديث على الأراضي الفلسطينية؛ فالصراع الإسرائيلي العربي كان ذي صبغة أكبر، ومن ثم تحوّل إلى صراع إسرائيلي – فلسطيني، واليوم أصبح إسرائيلياً ولكن مع بعض الفصائل الفلسطينية، خاصة بعد معاهدات السلام وأوسلو والتطبيع . .
العالم بعد الأحداث الأخيرة أصبح يتطلع إلى ضرورة حل هذا الصراع وإنهائه، علماً أن هذا الصراع عند بعض الدول والشعوب ليس ضمن اولوياتها وهي ليست قضيتهم، ولكن يفترض على الإنسانية إنهاء هذه المأساة، بحيث صرح زعماء الدول العظمى بضرورة إقامة دولة للفسلطينيين والعمل على إسراع وإنجاز حل الدولتيْن، وهذا الأمر لا يحل بالتصريحات بقدر ما يحتاج للأفعال؛ فحل الدولتين سيعمل على تهدئة الكثير من الصراعات بالمنطقة، وينهي حالة اللااستقرار، ولكن حتى يُنجز هذا الحل، يجب على الدول الراعية والمساندة لإسرائيل والمجتمع الدولي الضغط على الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية من أجل إيقاف المعارك في غزة اولاً ، ومن ثم الجلوس على طاولة المفاوضات جدياً، بالمقابل، على إسرائيل القبول والاقتناع بضرورة هذا الحل، ولكن للأسف الواقع يختلف كلياً عن التصريحات والطموحات، وللوصول إلى هذا الحل، هناك عوامل عديدة يجب توافرها لدى الطرفيْن الفلسطيني والإسرائيلي، ولكن اليوم قبل توافر هذه العوامل نرى ان إسرائيل تضرب بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية وأية مقترحات وتعمل بشكل يومي على التوسع الاستيطاني.
ونتيجة لذلك، على العالم أجمع والدول العظمى العمل الجدي وان يكون على اجندتها ضرورة الوصول الى حل ،وفرض هذا الحل على إسرائيل بكافة الوسائل المتاحة، وعلى الدول العربية تقليل التهافت على التطبيع لحين إنهاء هذا الصراع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة