أثناء تصفحنا بعض التغريدات نجد العجب العجاب فيها من حيث الموضوعات المطروحة شكلا ومضمونا، صياغة وكتابة وبأخطاء نحوية وإملائية.
نرى البعض يميل إلى الإهتمام باستخدام المحسنات البديعية: السجع، الجناس، الطباق، التورية، المقابلة، الرمزية، الإطناب، فيبادر أحدهم بتوليفة مفردات على شكل السجع، مهتما بها شكلا، أي إنشاء ورصف كلام دون الإهتمام بالمضمون (المعنى).
ويحضرني في هذا المقام بعض ما جرى أيام الخلفاء السابقين، كاهتمامهم عند كتابة خطاب لأحد الولاة أوالرد عليهم، ومدى حرصهم على شكل الخطاب بغض النظر عن مضمونه، وقد يكون هذا على حساب مصلحة الشخص الموجه إليه الخطاب.
فقد روي عن الخليفة المأمون أنه وردته رسالة من أحد قضاة قم في ايران، فجلس يتفكر ماذا يوقع على رسالته، فكتب:(أيها القاضي بقم) ثم تريث، فكر مليا حتى يكمل العبارة محافظا على صيغة السجع، فقال (قد عزلناك فقم) وصار القاضي يقول فيما بعد، إنني ضحية سجع الخليفة.
كما وردت بعض الأعاجيب عن الصاحب بن عباد منها: أنه قد ورده رسالة من أحد عماله يلتمس عملا لديه، فقال: إن رأى مولانا أن يأمر بإشغالي ببعض أشغاله، فوقَّع الصاحب تحتها (من كتب إشغالي لا يصلح
لأشغالي) ويعني أن من يخطئ
باللغة ويقول(إشغال)لا يصلح أن يكون موظفا عندي.
ليت الصاحب بن عباد حاضرا هذه الأيام،ليرى حال اللغة العر
بية،لغة القرإن الكريم،ولغة أهل الجنة،وما آلت إليه عند أهلها.
سيرى واجهات المحلات التجارية والمؤسسات الوطنية والشركات،مرصعة بيافطات كتبت بالحروف اللاتينية،وأما المقاهي أل(كافيه) فيا عيني عليها فحدِّث ولا حرج، والمصيبة أن غالبيتهم لا يحسنونها معرفة ولفظا ومعنى، كما أنهم في نفس
الوقت لا يتقنون لغتهم قراءة و كتابة.
سيرى من يلبس ملابسا عليها عبارات خادشة للحياء كأن الخبر عند جيرانهم ولا يعنيهم.
وهناك الكثير من الممارسات التي لحقت بلغتنا الأم، عنوان هويتنا ومصدر فخرنا وعزنا، ولغة قرآننا الكريم، لامجال هنا لسردها، ليست خافية على احد.
هدى الله مسؤولينا وولاة امرنا للعمل على المحافظة على لغتنا وإصلاح حالها.