الدعاية والرأي العام هما عنصران أساسيان في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في العالم الحديث ،حيث تشير الدعاية إلى جميع الأساليب والوسائل التي يستخدمها الأفراد والمؤسسات او حتى الدول لتعزيز منتجاتهم أو خدماتهم وجذب انتباه الجمهور المستهدف مما يعني أن الدعاية في أصلها تشير الى عملية الترويج لأيديولوجية سياسية أو عقيدة دينية كما أنها تشير الى عملية استخدام الأفكار واستمالة عواطف الجماهير .
وتختلف عن الإعلام في كون الإعلام هو " التعبير الموضوعي عن الواقع الفعلي " بينما يشترط في الدعاية أن تخاطب هذا الواقع وتستهدف " استمالة الجماهير الى الأهداف والاتجاهات والآراء المقصودة " وترتكز وسائل الدعاية على مخاطبة العواطف والغرائز والمصالح لذلك فهي لا تعتمد على الإستمالات المنطقية ولكنها تستخدم الى جانبها الإستمالات العاطفية .
تتخذ الدعاية وسائل متعددة للتأثير في الرأي العام، بما في ذلك وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي و تلعب دورًا حيويًا في تشكيل الرأي العام وتوجيه الاهتمام نحو مواضيع محددة ومع تطور التكنولوجيا وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح للدعاية تأثير أكبر وأعمق على الرأي العام.
من أهم الأمور التي تجعل الدعاية تؤثر في الرأي العام هي القدرة على خلق صورة معينة أو إحداث تأثيرعاطفي بترويج فكرة بشكل إيجابي وجذاب يميل الناس إلى التفكير بشكل إيجابي ومع ذلك يمكن استخدام هذه الأساليب بشكل سلبي للتأثير في الرأي العام من خلال تشويه الحقائق أو إثارة المشاعر السلبية خصوصا في فترة الحملات الانتخابية والازمات فالدعاية والرأي العام تلعبان دورًا حيويًا في المجالات السياسية فتستخدم الدعاية لنشر أفكار السياسيين والحملات الانتخابية وبالتالي التأثير على الرأي العام وتوجيه اختيارات الناخبين وهذا يؤثر على مستقبل الدول والمجتمعات.
تشكل الدعاية والرأي العام جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية إذا تم استخدامهما بشكل إيجابي وأخلاقي يمكن أن يكون لديهما تأثير كبير في تغيير الآراء وتوجيه التفكير نحو مستقبل أفضل ومع ذلك يتطلب ذلك مسؤولية ووعي لضمان استخدام هذه الأدوات بشكل صحيح وفعال.