جاء في الأخبار أن فلسطينيين رفعوا العلم الأردني، خلال تشييعهم 6 شهداء ارتقوا من مخيمي نور شمس وطولكرم في الضفة الغربية المحتلة، يوم الجمعة.
اتصل معي هاتفياً الصديق العريق المناضل الفتحاوي محمد أمين الجعبري وعدد من رجالات الخليل وهم يقْسِمون:
«تصير 50 مشكلة في الخليل ولا تصير مشكلة واحدة في عمّان». مثمنين جهود ومواقف الملك عبد الله والأمير الحسين ولي العهد والملكة رانيا العبدالله والحكومة والشعب الأردني دفاعاً عن حقوق الشعب العربي الفلسطيني العادلة.
لقد هزّوا بدني، ارتعشت وتأثرت وانتعشت !!
إخوتي الفسطينيون الصامدون في الخليل حيث المواجهة اليومية الضارية مع عتاة المستوطنين، إخوتي قلوبهم على عمّان.
ما هذه القوة والصلابة والإدراك القومي العميق لالتحام الوطنين والشعبين الأردني والفلسطيني؟!
زرت الضفة وبيت الشرق في القدس المحتلة والرئيس عرفات في غزة مع وفد شبابي عام 1996، والتقيت في الخليل مع الصديقين محمد أمين الجعبري ومحمد سعيد مضية اللذين عادا عام 1994 إلى الوطن الفلسطيني وهو في عز محنته وحاجته إلى ابنائه ذوي العزم والوعي والصلابة.
ألقيت كلمة في الحفل الذي اقامه لي المناضل الشيخ مصطفى النتشة رئيس بلدية الخليل قلت فيها ان النضال الحقيقي والصمود هو هنا في الخليل وفي الضفة الغربية والقدس وغزة؛ وان الصراع الفصائلي على انتخابات النقابات المهنية الأردنية؛ ملهاة ومأساة، لأن فوز فتح والشعبية والديمقراطية بكل مقاعد نقابة الأطباء الأردنيين، لا يضمّد جراحَ مقاوم فلسطيني في جنين وطولكرم ونابلس والخليل !!
ان وقفة الأردن سداً في وجه مخطط التهجير القسري من الضفة الغربية، ومد يد العون لغزة والضفة، تجد صداها الطيب في قلوب الفلسطينيين والعراقيين والعرب اجمعين.
يومذاك في الخليل، أطلت سيدة خليلية من نافذة سيارتها، وقالت لي لمّا عرفت انني وزير أردني: «سلملي على الملك حسين».
وقد فعلت.
ووالله ان اصدقائي المثقفين العراقيين في عمّان، قالوا لي انهم مستعدون لحمل السلاح والقتال دفاعاً عن الأردن في وجه ميليشيات الإرهاب وتهريب المخدرات المسلحة، التي تحاول التقرب من حدودنا الشمالية مع سورية !!